اليوم الوطني ال(81) ذكرى التوحيد والبناء.. 23 سبتمبر 1932م ليس يوماً عادياً بالنسبة لنا كسعوديين إن علينا أن نحفظه جيداً لأنه بداية التحول في مسيرة حياتنا والنقطة التي ارتكز عليها التطور والتحول.. فذلك التاريخ يصادف يومنا الوطني المجيد..؛ الذي يختلف عن سائر أيام الأوطان الأخرى..! فيومنا ليس يوم جلاء أو استقلال أو تحرير...! إنما يوم توحيد وبناء.. لوطن شاسع طالما عاش في غياهب الفرقة والعزلة والتنافر؛ على الرغم من كون جميع قاطنيه يملكون نفس المكوّن الاجتماعي والثقافي وحتى الأيديولوجي..! توحيد لا استقلال من مستعمر أو خلافه..! وبناء لكيان دولة لم تكن موجودة بهذا الحجم في هذه الجغرافيا الشاسعة منذ أكثر من 1000 عام..! لذا صار الاحتفال بهذه الذكرى مزدوجاً.. احتفال بتوحيد الشتات.. وآخر ببناء الكيان.. رافق ذلك التوحيد والبناء فكرة الدولة الحديثة القائمة على الوزارات والمؤسسات الحكومية.. إن ذلك اليوم يُعد بالفعل معجزة وفخر لكل الأجيال التي عاصرته والحالية وحتى اللاحقة.. فجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - أضحى نقطة تحول في حياة قاطني هذه الجغرافيا من الأرض.. إذ بعد انتهائه من التوحيد الذي يُعتبر عسيراً جداً تفرغ لبناء دولة على الطراز الحديث على الرغم من أن الإمكانات البشرية والمادية لم تكن تساعده...! غير أن طموحات وإرادة العظماء فوق كل شيء.. وهاهم أبناء الموحد يكرسون الاستقرار ويدعمون ذلك الكيان الجديد بالأساليب الحديثة.. فها نحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - نلمس أفكاره الوثابة نحو الإصلاح والتنمية المستدامة.. فالإصلاح تمثل بإنشاء مؤسسات تُعنى بمحاربة الفساد ودعم لا محدود للمؤسسات الموجودة سابقاً.. والتنمية المستدامة من خلال إنشاء المدن الاقتصادية بعيداً عن المدن الرئيسة، وما فكرة إنشاء الجامعات في المناطق الناشئة إلاّ دعم لهذا التوجه الذي ستلمسه الأجيال اللاحقة بعد أن لمست أجيالنا أثر الموحد في التوحيد والبناء.. وهكذا لنا في كل عام وقفة تأمل لهذا الصرح الشامخ الذي أضحى حالياً يُقارع العشرين دولة الكبرى على مستوى العالم بعد أن كان يعيش الشتات والفرقة والألم.. أدام الله الأمن والاستقرار على وطننا وحماه الله من كيد الكائدين وأبقاه الله عامراً بولاة أمرنا... * وكيل جامعة شقراء للدراسات العليا والبحث العلمي والمشرف العام على الكليات الصحية بالجامعة