منتدى الخطة الزراعي الأول الذي استضافته مدينة الخطة الزراعية (شمالي مدينة حائل) مؤخراً وبحضور مكثف من كبار المسؤولين في قطاع الزراعة بالمملكة يتقدمهم وزير الزراعة، ومدير عام البنك الزراعي، ومحافظ المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق.. وعدد آخر من الأكاديميين الزراعيين السعوديين من بينهم عدد من عمداء كليات الزراعة بجامعات المملكة، حظي بترحيب شديد من قبل مزارعي المنطقة.. لكنهم خرجوا منه صفر اليدين. ليس هذا مجال الثناء على ما قدمه الشيخ علي الجميعة، من خلال توفير كل فرص النجاح لهذا الملتقى، وليس هذا مجال الثناء على حسن التنظيم وحسن الإعداد، وتوفير كل متطلبات النجاح.. من قبل كل الفرق واللجان التي أعدت للملتقى. كان صوت المزارع، هو أضعف وأخفت الأصوات في هذا الملتقى، وللأسف الشديد، فلم تقدم ورقة واحدة باسم المزارعين الكثر الذين حضروا، وفركوا يداً بيد وهم يسمعون تنظيرات بعيدة كل البعد عن واقعهم. صوت المزارع، تم (حشره) في أضيق نطاق من خلال تعقيبات غير منظمة يجبر فيها على التعليق على موضوع كل جلسة فقط.. بينما هموم المزارعين كانت أكبر من كل موضوعات اللقاء. في رأيي، أن أهم الأوراق التي قُدمت، هي ورقة سعادة وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية الدكتور عبدالله العبيد عن الرؤية المستقبلية للقطاع الزراعي.. وهي رؤيا ساقها الوكيل ضمن تجربته في فريق المملكة التفاوضي للانضمام لمنظمة التجارة العالمية. وفي رأيي أيضاً: أن هذه الورقة لم تلق حقها من الوقت، والتعليق، والاستفسار، والمناقشة.. فلا زال موقف المزارع يزداد غموضاً مع قرب الانضمام لهذه المنظمة بالرغم من كل تطمينات الوزارة. يشكر لمعالي وزير الزراعة إعطاؤه الاهتمام الكافي بهذا الملتقى بحضوره لكافة جلساته على مدى يومين، ويُشكر له أيضاً سعة صدره، وتحمله، وتحركاته السريعة بين مختلف مناطق المملكة لتحفيز النشاط الزراعي، رغم كل العوائق التي تقف أمام هذا القطاع.