اكتشفتُ في نهاية حكايتي ، وآخر (مزورة) من سيمفونيتي أنك لم تكن تسمعني ، وأنك لم تصفق ، أو حتى تصفّر ، أو تعلّق بكلمة واحدة .! أخيراً قلتَ لي معتذرًا إنك تشعر بالارتياح ، لكنك لم تعتد التعليق على ما تسمع ، فاعتبرت كلماتك (مواساة) مهذبة تستحق الشكر .! حتى مع صدق وسحر الكلمات ، أحيانًا نحتاج إلى وقت أطول لنوصل أحاسيسنا للآخرين.. إن موقفا صغيرا في لحظة صدق يمكن أن يبقينا في اهتمامهم أكثر .! قلت لكم يومًا (إن الكلمات تتحوّل إلى شفاه .. وأنف .. وعيون .. فتكوّن لحياتنا جملًا مفيدة .. تتوهج حروفها وتأتلق ، تعبر بنا دواعي الشوق مسافات الزمان .. فتنثني لها الأطياف .. وتميل الأهداب لتميط اللثام عن بقايا حلم يركض .. يرفرف بأجنحة لا تمل التحليق) .! وأقول لكم اليوم إننا مهما أوتينا من حلاوة اللسان وسحر البيان فقد تتعثر قوافل الكلمات فتصل إلى سامعها مبتورة الأطراف أو منثورة مثل بقايا (أطباق فارغة) بعد أن ينتهي الحفل وينفضّ (المعازيم) .! **** أعتذر إليك يا سيدي (الصامت).. كان عليّ أن أتعامل معك بطريقة أسهل.. اكتشفت أنني عقدت الأمور ، وأرهقتك بالكلمات .! مؤكد أنك إنسان طيب.. شعرت بعد انتهاء حفلك الصامت أنني ظلمتك.. تركت لتفكيري التلاعب بعواطفي.. كان علي أن أتحيّز لأحاسيسي وأجعلها تترافع عنك (ضدّي).. سأريحك منذ اليوم من الكلمات ، فأنت في كل الأحوال تستحق ذلك وأكثر.! **** سطر من دفتر الشعر : " فيني بداية وقت ونهاية ازمان ، أشتاق باكر ، وأعطي أمسي حنيني .. وأسقي قلوب النَّاس عشقٍ وظميان ، وأهدي حيارى الدَّرب واحتار ويني "!