لماذا تجلب مكاتب الاستقدام الوطنية للمواطن "المغلوب على أمره" عمالة منزلية لا تفقه شيئا مما جلبت من أجله.. فلا يستطيع محاسبتها؟! لماذا يرفض العامل المنزلي العمل أو يخل به فلا يستطيع المواطن محاسبته.. بينما لو تأخر المواطن في دفع مرتب العمالة المنزلية "قامت الدنيا ولم تقعد"؟! لماذا تهرب العمالة المنزلية وتعمل كيفما شاءت وأينما شاءت؟! لماذا تمتلئ شوارع الوطن بالعمالة المخالفة للأنظمة وتعمل أينما وكيفما شاءت؟! لماذا يتكاسل الموظف في القطاع الحكومي عن تأدية مهامه على أكمل وجه فلا يجد من يردعه أو بمعنى أصح لا يوجد نظام يردعه؟! لماذا يؤذي الموظف في القطاع الخاص صاحب العمل وربما يتسبب في إفشال مشروعه فلا يجد من يكف أذاه؟! كيف يستطيع الوافد تحويل أموال خارج الوطن دون أن يتم سؤاله والبحث في كيفية حصوله عليها؟! لماذا لا نزال في حاجة للمواطن للعمل في قطاعاتنا الخاصة بينما هو "المواطن" حفيت قدماه بحثا عن وظيفة؟! لماذا لا نتوسع في إعادة تأهيل الخريجين لسد الفراغ في مسألة توطين الوظائف؟! لماذا يمتلئ الوطن بالوافدين بينما يمتلئ أيضا بالعاطلين عن العمل؟! لماذا لا نزال نحبو في مسألة توطين الوظائف؟ لماذا لا نزال فاشلين في موضوع صناعة ثقافة العمل؟! متى يحس الموظف منا أن وظيفته من أجل خدمة الناس وليس التعالي عليهم؟! أين الوظائف الضخمة التي وعد بتوفيرها عدد من القطاعات قبل عدة أعوام وكانت مفرحة لنا ويمكنها حل جزء كبير من مسألة البطالة؟ كيف تربح البنوك الوطنية مليارات الريالات في نصف واحد من العام بينما تخجل كثير منها عن إعلان دورها في خدمة المجتمع وبرامجها في المسؤولية الاجتماعية؟ وعلى الرغم من أن هذه التساؤلات "قد تبدو سوداوية النظرة" إلا أنها تشير إلى حقيقة يجب "في نظري" دراستها وبحث آليات معالجتها قبل أن يتسع الخرق على الراقع.. ودمتم.