لا نريد أن نكون متشائمين ونجزم بأن فرصة المنتخب السعودي في التأهل للمرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2014 قد تضاءلت أو انعدمت بعد الخسارة التي مُني بها من مضيفه الاسترالي 1-3 الأسبوع الماضي. ولا نرغب في الحديث عن المستوى المتواضع الذي ظهر به الأخضر السعودي في الجولتين الأولى والثانية من المرحلة الثالثة للتصفيات أمام سلطنة عمان خارج ملعبه واستراليا في الدمام واللتين خرج منهما بنقطة واحدة فقط. لكننا نود أن نشير إلى أن ما حدث للأخضر من تذبذب في المستوى وتواضع في النتائج تحت قيادة الهولندي ريكارد الذي تسلم المهمة قبل أيام من انطلاق التصفيات، أن أمرا طبيعياً، بعد أن تم منحه كافة الصلاحيات، دون تقدير لعواقب ما قد يحدث بعد ذلك على ارض الملعب. كذلك فان استبعاد المدرب المؤقت البرازيلي روجيرو الذي قاد الفريق في المرحلة الماضية والذي يعرف الكثير عن الفريق ولاعبيه، ساهم في ذلك الظهور الباهت, وفي خسارة خمس نقاط كان من الممكن أن تكون بحوزتنا, أو نصفها على الأقل. كنا نتوقع أن يتعرض الأداء لهزة, وكنا على قناعة بأن الأخضر سيعاني في هذه المرحلة التي استعان فيها بجهاز فني جديد, لكننا لم نكن نتوقع على الإطلاق أن يصل الحال للدرجة التي نخسر فيها بثلاثية على أرضنا وبين جماهيرنا. كان قرار تسليم تدريب المنتخب لريكارد ومنحه كافة الصلاحيات, في هذه المرحلة خطأ كبير, حيث كان من المفترض ألا تتم المغامرة به في هذا الوقت الذي أصبح فيه الحصول على نقطة أمرا صعبا في ظل ارتفاع مستوى فرق المجموعة وتبدل طموحاتها. إن ما حدث لن يغير من الواقع, وهو لا يعني أن الأخضر أصبح خارج حسابات المنافسة, فالفرصة ما تزال باقية, لكنها مشروطة بالفوز على استراليا خارج الملعب وعلى تايلاند ذهاباً واياباً, وكذلك على سلطنة عمان في الرياض. ولكي يفوز المنتخب وتتحقق هذه الأمنيات, لا بد من العمل من الآن بجد واجتهاد, والاستفادة من كل دقيقة وثانية, مع ضرورة دعم التشكيلة الحالية بعدد من اللاعبين المؤثرين, وتغيير الطريقة التي لعب بها ريكارد المباراتين الماضيتين, وآداء مباريات ودية مع منتخبات قوية. ونجزم بأن كل شيء يمكن أن يتغير ويتبدل نحو الأفضل, خصوصاً بعد التصريحات القوية والشجاعة التي أدلى بها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بعد مباراة استراليا والتي اعترف فيها بوجود أخطاء, ووعد بمعالجتها بأسرع وقت. صحيح أن صدمة نتيجة مباراة استراليا كانت قوية, وصحيح أن الشارع الرياضي أُصيب بإحباط شديد, لكن ذلك لا يعني أن نترك المنتخب, وندير له ظهورنا, فالأخضر أحوج ما يكون إلينا في هذا الوقت من أي وقت مضى. مع الأمنيات له بالتوفيق في الجولة المُقبلة امام تايلاند.