القناعة،، مفتاح الحياة السعيدة هذا هو عنوان خبر نشر مؤخراً لدراسة نشرتها صحيفة «ديلي اكسبريس» مفاده أن القناعة هي المفتاح إلى حياة طويلة وسعيدة، لا أعتقد أن الأمر بحاجة لدراسة خاصة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي تعلمنا منذ الصغر أهمية وضرورة القناعة، نحن نسمع ونردد هذه العبارة ولكن ما أن يأتي الواقع المعاش بكل مناحيه وجوانبه إلا ونصطدم بالحقيقة التي تزعجنا معرفتها من الغير، نتفنن في وصف القناعة، وأنها جزء من حياتنا وتراثنا التي يجب أن نجعلها تُسيرنا، لكن عندما يتعلق الأمر بأبسط وأصغر الأشياء لنا نجد أننا قفزنا من هذا المصطلح لنقف على الأمر (حقي ومن حقي)، نترك كل ما تعلمنا وسمعنا في الكثير من أمورنا وذلك عندما نرى غيرنا وننظر له نظرة الغيرة غير المحببة، ومع كل ما لهذه العبارة من معانٍ سامية ودلالات رائعة إلا أن الأمر لا يعدو كونه حديث مجالس فقط! الأمر قد يتجاوز الحدود عند النساء أكثر بكثير منه في الرجال فتجده يلازمهن في المنزل والعمل، وفي كل مكان وهذا جزء من طبيعتهن الشخصية، لكن كنت أعتقد أن المستوى الثقافي قد يخفف حدة هذا الأمر إلا أنه لا يختلف هو الإنسان بطبيعته وهذا جزء من تكوينه، إما أن يزداد أو يخفف لحدود المعقول، وقد أشارت الدراسة إلى أن الناس القانعين بحياتهم هم أقل احتمالاً للإصابة بأمراض القلب، والناس الأكثر سعادة يحمون أنفسهم أكثر من الأمراض المهلكة. وقالت إن الاكتئاب والقلق، كما هو معروف، يضعان الناس في خطر أكبر للإصابة بالأمراض الفتاكة، غير أن العلماء أثبتوا الآن منافع القناعة والحياة المرضية في تعزيز صحة القلب. وأضافت الدراسة أن القناعة في مجالات معينة من الحياة، وخاصة الوظيفية والأسرة والحياة الزوجية، هي أصول صحية إيجابية. وحذرت من أن التدخلات الرامية من خلال العقاقير الطبية إلى تحسين الحالة النفسية وجعلها إيجابية وليس فقط تخفيف الحالات النفسية السلبية، قد تسبب مخاطر عالية للأفراد، لذا فهذه الدراسة تشعرنا بأهمية التربية وضرورة تعويد الأبناء منذ مراحل الطفولة المبكرة بدءاً من امتلاك الألعاب والهدايا المقدمة له حتى يصل لمرحلة الشباب وفترة امتلاك السيارة والجوال باهظ الثمن وغيرها من احتياجاته الشبابية عندما يكبر، فيتم تدريبه على القناعة بالتدريج وحسب السن لتكبر معه حتى تصبح جزءاً من شخصيته أو (شخصيتها) وتلازمه عند الكبر وتشكل له نوعاً من الرضا الحياتي، ولعل الإشارة لهذا الموضوع تتزامن وانطلاق العام الدراسي الذي يدخل فيه أبناؤنا وبناتنا تنافساً قوياً مع زملائهم بدءاً من اختيار الحقيبة المدرسية وانتهاءً بطلبات المدارس التي لا تنتهي وتتسبب في إرهاق ميزانيات الأسر، وهذا دور المعلم والمعلمة في غرس هذا المفهوم من أول يوم دراسي..