السير التاريخية والأماكن البلدانية والتراجم الشخصية والحوادث الزمنية من أهم ما تعنى به البشيرية بخلاف جوانب أخرى متعددة وكثيرة. دون بعض العلماء شيئاً من الحوادث والذكريات وغيرهما من التواريخ المحلية. فقد يجد المتتبع بعضاً من تاريخ بلادنا فيما كتبة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المتوفى عام 1389ه ضمن فتاواه وبعض أوراقه التي لم تنشر!!. ومثل ذلك ما خرج قبل سنوات قليلة بعنوان «الفوائد المتنوعة في العقائد والتفسير والحديث والتاريخ وغير ذلك» للشيخ الراحل عبدالعزيز بن باز رحمه الله والذي اعتنى بنشرها فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم بن قاسم والذي زودني بنسخة منه وطبع على نفقه الشيخ عبدالعزيز المقيرن وفقهم الله. والمطلع على هذا الكتاب يجد فيه شيئاً لم يدون من مذكرات تاريخية نادرة وبعض الحوادث والسير والفوائد الفقهية المختلفة. ولا شك أن هناك عددا من طلاب العلم كتبوا شيئاً عن ذلك لا زال بعضها لم يخرج وبعضها مفقود والأخرى في سراديب مقفلة! هناك إشكالية قد تتواءم وقد تختلف في تدوين التاريخ والسير والأحداث فما بين الناظر لها نظرة علم وبصيرة وبين متحر للحقيقة وما بين متسرع في الحكم وبين نظرة واسعة أو ضيقة لبعض الأحداث أو تجذبه العاطفة عن الحقيقة!. هناك سير وخفايا أدركها طلاب العلم في الصغر ولا زالت بدون تدوين وأتذكر أن الشيخ الجليل عبدالله بن عقيل رحمه الله تعالى لديه من الأخبار والقصص عن العلماء وتراجمهم وبعض الحوادث نقلاً ممن سبقوه إلا أن ذلك لم يدون!. فمثلاً هل يقوم المشايخ الكرام صالح اللحيدان أو عبدالله المنيع أو عبدالله المطلق أو غيرهم ممن عرفوا واشتهروا بالثقة والأمانة بتدوين وتسجيل الوقائع والأحداث البلدانية التي أدركوها خصوصاً في مسقط رأسهم وصباهم!!