اعتمد الإنسان على الشمس منذ القدم، تنير له سبل حياته وتدفعه إلى العمل وتشيع الدفء والحيوية في بيئته. وكان للمصريين القدماء آراء ومعتقدات حول الشمس، وتكلموا عن "رع" بأنه إله الشمس. وفي عام 212 قبل الميلاد استطاع العالم اليوناني أرشميدس Archimedes أن يشعل النار في أسطول الرومان الحربي بواسطة المرايا الحارقة. وقد استطاع الباحث بوفون Buffon أن يثبت عملية حرق أرشميدس للسفن الحربية بواسطة المرايا الحارقة. ومن أجل هذا الغرض استخدم بوفون مئة وثمان وستين مجموعة من المرايا المسطحة. وقد نجح في أن يحرق الخشب على مسافة 200 قدم وأن يذيب الرصاص عند مسافة 130 قدماً والفضة عند مسافة 60 قدماً. أما الباحثان الإيطاليان تاريجيوني وافيروني Targioni and Averoni فقد استطاعا أن يحللا الماس بواسطة مرايا حارقة كبيرة. ويبدو أن الاستخدامات المبكرة للطاقة الشمسية كانت متصلة بالنواحي العسكرية مثل تجربة ارشميدس لحرق سفن الأعداء. أما الاستخدامات السلمية والفعالة للطاقة الشمسية فقد تمت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مثل استخدام الطباخة الشمسية SolarCooker التي ابتدعها آدمز Adams في الهند وهيرشل Herschel في بريطانيا ودي سوسر deSaussre في سويسرا وموشوت Mouchot في فرنسا. كما أن الدكتور أبوت Abbot في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد استطاع أن يصنع فرناً شمسياً أكثر تقدماً في عام 1916م، ومنذ هذا التاريخ فإن المبتكرات في مجال الطاقة الشمسية تشهد تطوراً وتزايداً مستمراً. إن الإنسان لا يستخدم إلا نسبة صغيرة من الطاقة الشمسية تبلغ حوالي 2% على شكل طاقة الرياح أو على شكل حرق الأخشاب. أما استخدام الطاقة الشمسية مباشرة مثل البطاريات والأفران الشمسية والمساكن المدفأة بالشمس والتبريد فهي تمثل جزءاً صغيراً من استهلاك الطاقة الشمسية. لقد بدأ استغلال الطاقة الشمسية المباشرة لأول مرة منذ أكثر من واحد وعشرين قرناً، ومع ذلك فإن استغلال الطاقة الشمسية من الطاقة لا يزال في بداياته، والأمل كبير في أن تحل الطاقة الشمسية بعض مشكلات الطاقة في عالمنا المعاصر الذي يحتاج إلى المزيد من الطاقة بكل أشكالها التقليدية والحديثة.