ما زال هناك احتمال بأن تتفادى الولاياتالمتحدة حدوث تراجع قوي، ولا يزال منحى النمو العالمي إيجابياً بشكل واضح، وذلك بالرغم من الهزّة الخفيفة التي تعرّض لها اقتصاد الدول المتقدمة، والتي كان من الممكن أن تتحول إلى تراجع أكثر حدة. وسيواصل نمو الولاياتالمتحدة التعافي ولو ببطء، وستبقى أسعار الفائدة الأمريكية منخفضة لوقت أطول. وسيتراجع النمو الاقتصادي في أوروبا كما هو متوقع، ويشكل تراجع النمو في ألمانيا وفرنسا خلال الربع الثاني مصدر قلق. وسيكون "البنك المركزي الأوروبي" بمثابة قوة إسناد للسيولة في منطقة اليورو. من المرجح للاقتصاد الياباني أن ينكمش بنسبة 0.3% هذا العام (أقل من المتوقع)، ولكن من المرجح أن ينمو بنسبة 2.8% خلال 2012. ولا تتمتع الأسواق الناشئة بالمناعة لمقاومة الاضطراب الأخير، وبالأخص أسواق أمريكا اللاتينية والدول التي يقوم اقتصادها على التجارة مثل سنغافورة، وكوريا، وتايوان. يواصل الاقتصاد الصيني تباطؤه من دون أن يكون لذلك تأثير على الطلب المحلّي، ولكن ما زال هناك احتمال مرتفع لحدوث "هبوط طفيف". في حين تواجه العملات الثلاث الكبرى مشاكل، برز الفرنك السويسري والين الياباني كملاذين آمنين، إلا أن "باركليز ويلث" لا تنصح المستثمرين باللجوء إليهما. وعلّق كيفن جاردنر، رئيس قسم استراتيجيات الاستثمار العالمية في باركليز ويلث، بالقول: "اضطربت الأسواق خلال شهر أغسطس جراء أزمة الديون السيادية الحاصلة حالياً في منطقة اليورو، والضبابية التي تكتنف السياسة المالية الأمريكية، والبيانات الاقتصادية التي أتت ضعيفة بشكل مخيّب للآمال. وبالرغم من أن توقعاتنا بالنسبة للنصف الثاني أصبحت أكثر تواضعاً مما كانت عليه، إلا أننا ما زلنا نعتقد أن تقييمات أسهم الأسواق المتقدمة تعتبر مشجعة". وفي إطار أسلوب إدارة محفظتها المتنوعة التي تشكّل جوهر فلسفتها الاستثمارية، تنصح "باركليز ويلث" أيضاً بنقل الأموال من السندات الحكومية إلى الفائض السيولة النقدية التكتيكي الذي تم تأسيسه في يوليو. وأضاف جاردنر: "لم نخفض مركزنا على صعيد السندات إلى ما دون المستوى المطلوب، لأننا قلقون حيال الجدارة الائتمانية السيادية. وفي الواقع، نرى أن الاقتصاد العالمي يتمتع بأهمية أكبر من التغييرات الهامشية في الجدارة الائتمانية من حيث كونه العامل الذي سيحرّك الأسواق خلال الأشهر القادمة". وترى "باركليز ويلث" بأن أفضل أداة للتعاطي مع الوضع في الأسواق غير المستقرة تتمثل في توزيع الأصول؛ حيث إنه من شأن استراتيجيات التداول البديلة في المحافظ المتنوعة أن تعزز العائدات وتحد من التقلب نظراً لكونها أموالاً تهدف إلى توليد الأرباح للمستثمرين عبر اتباع منهجية فعالة لاتخاذ مراكز طويلة وقصيرة الأمد في مجموعة متنوعة من الأسواق. وخلص جاردنر إلى القول: "تعتبر فترات الاضطرابات في الأسواق بمثابة امتحان حاسم لأي استراتيجية استثمارية؛ حيث أثبتت القدرة على توليد عائدات إضافية وإدارة المخاطر بشكل فعّال أنها درع قوي للحماية من الهبوط مع الحدّ من التقلب في المحفظة بشكل عام".