بدأت قبل ظهر امس الجلسة الثالثة لمحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك المتهم بقتل المتظاهرين اثناء الانتفاضة الشعبية التي اطاحت به في الحادي عشر من فبراير الماضي، بحسب مراسل وكالة فرانس برس داخل قاعة المحكمة. ويحاكم مع مبارك وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من معاونيه بنفس التهمة وهي قتل المتظاهرين اثناء الانتفاضة التي بدأت في الخامس والعشرين من يناير الماضي واستمرت 18 يوما سقط خلالها اكثر من 850 قتيلا وما يزيد على 6 الاف جريح. كما يحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال، في القضية نفسها، بتهمة الفساد المالي. ويحاكم غيابيا ايضا بتهمة الفساد رجل الاعمال حسين سالم المقرب للغاية من اسرة مبارك الذي فر الى اسبانيا قبل اسقاط الرئيس المصري السابق. وقال شاهد الاثبات الاول في القضية ان اسلحة آلية قد تكون استخدمت لتفرقة المتظاهرين ابان الانتفاضة ضد مبارك لكنه اوضح انه ليس على اطلاع على اوامر مباشرة صدرت باستخدامها. اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب المصرية وأسر الشهداء في القاهرة(رويترز) وقال اللواء حسين سعيد مرسي الذي كان مديرا لادارة الاتصالات اللاسلكية لقوات الامن المركزي (مكافحة الشغب) اثناء الانتفاضة، في الجلسة الثالثة لمحاكمة مبارك الاثنين، انه سمع اتصالات عبر اللاسلكي بين اللواء احمد رمزي المسؤول عن قوات الامن المركزي في ذلك الحين من جهة واللواءين اسماعيل الشاعر مدير امن القاهرة وعدلي فايد مساعد اول الوزير للامن من جهة اخرى، يطلب فيها الاخيران ارسال "اسلحة آلية وذخيرة الى قوات الامن المركزي" لمنع المتظاهرين من اقتحام وزارة الداخلية في 28 يناير، اي بعد ثلاثة ايام من اندلاع الانتفاضة، وهو اليوم الذي يعرف باسم "جمعة الغضب". واكد، ردا على سؤال لرئيس المحكمة القاضي احمد رفعت انه "سمع من ضباط (في الشرطة) انه تم استخدام هذه الاسلحة" بالفعل ضد المتظاهرين. واشار الشاهد كذلك الى انه سمع "اتصالات" بين مسؤولي وزارة الداخلية حول "استخدام سيارات الاسعاف لنقل الاسلحة والذخيرة لان سيارات الشرطة كانت تتم مهاجمتها" من قبل المتظاهرين. ولكن اللواء مرسي المح الى انه ليس على علم مباشر بصدور تعليمات باستخدام الاسلحة الآلية ضد المتظاهرين. وقبيل بدء هذه الجلسة الثالثة، وصل الرئيس المصري السابق على سرير نقال الى مقر اكاديمية الشرطة في شرق القاهرة. وبث التلفزيون مباشرة صور وصول مبارك في سيارة اسعاف ونزوله منها على سرير نقل امام باب القاعة التي تنعقد فيها محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي احمد رفعت منذ بدء القضية في الثالث من اغسطس الماضي. وخلافا للجلستين السابقتين، لم ينقل التلفزيون وقائع جلسة امس من داخل قاعة المحكمة بعد ان قرر القاضي في الجلسة الاخيرة وقف البث المباشر، وبعد ان استمع القاضي لطلبات المحامين عن المتهمين وخصوصا رئيس هيئة الدفاع عن مبارك، فريد الديب، رفع الجلسة لاستراحة. وبمجرد خروج هيئة المحكمة من القاعة، وقعت اشتباكات بالايدي بين مؤيدي مبارك والمدعين بالحق المدني (اسر الضحايا ومحاموهم) بعد ان رفع احد محامي الرئيس السابق صورته فاستفز الطرف الاخر الذي اراد تمزيق الصورة. وأعلن مصدر أمني مصري أن حصيلة المصابين من العناصر الأمنية خلال المواجهات التي وقعت بين أنصار الرئيس المصري السابق حسني مبارك وبين أسر "شهداء" ومصابي الثورة المصرية بلغ 14 من عناصر الأمن المركزي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المصدر الذي وصفته ب "رفيع المستوى" قوله إن المجندين المصابين أصيبوا جراء قيام "بعض العناصر المثيرة للشغب بإلقاء قطع كبيرة من الحجارة عليهم ما أدى إلى إصابتهم" لافتاً إلى أنهم نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وأضاف المصدر أنه تم توقيف 22 شخصاً "من العناصر المثيرة للشغب وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، تمهيداً لتحويلهم إلى النيابة المختصة لمباشرة التحقيق معهم". كما نقلت الوكالة عن الدكتور خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة المصرية، أن عدد المصابين بالاشتباكات التى وقعت بين مؤيدي ومعارضي محاكمة مبارك ارتفع إلى 12 مصاباً حالتهم جميعاً مستقرة.