خرج المشجع محمد لحضور مباراة فريقه مع الغريم التقليدي في استاد ناديه الذي يقع في العاصمة الرياض، وبعد المعاناة مع زحمة الشوارع والطرقات وصل محمد إلى ملعب المباراة قبل بداية اللقاء بعشر دقائق، توجه نحو البوابة رقم 20 وأظهر التذكرة ثم دخل متوجهاً نحو مقعده رقم 84 والموجود في واجهة الملعب واتخذ له مكاناً قبل صافرة الحكم بدقيقتين ثم أخرج كاميرته الشخصية وقام بتصوير المباراة والمدرجات ومع صافرة النهاية غادر المدرجات مع البوابة ذاتها ليصل إلى سيارته دون أن يمضي وقتاً طويلاً للقيام بعدة خطوات . ما كُتب بالأعلى لن أقول عنها «أحلام» بل أراها آمالاً أطمح بأن تتحقق في القريب العاجل وأن يتبدل حال المشجع السعودي من الأسوأ للأفضل، فالآن عندما ترغب الحضور للملعب لمباراة جماهيرية يلزمك الذهاب قبل البداية بأربع ساعات كأقل تقدير، والإزدحام أمام شبابيك التذاكر ثم الإصطفاف أمام البوابة والخضوع للتفتيش الدقيق والذي يصل لإنتزاع الشالات والعبارات التشجيعية اللا مسيئة، وبعد معاناة يعبر المشجع للداخل ومن ثم تبدأ معاناة جديدة تتمثل في البحث عن مقعد نظيف يستطيع الشخص الجلوس عليه، وبعد أن تمضي ساعة ليستطيع الشخص القيام بكل ذلك ويتخذ له مكاناً يخرج هاتفه النقال لتصوير الجماهير المتعبة والمقاعد النظيفة بعد أن منع من إدخال كاميرته الشخصية، ويؤذن المؤذن لصلاة المغرب والعشاء والمشجع يمُنع من الخروج خارج المدرجات إن كان مزدحماً فيضطر المشجع إما لأداء الصلاة في المدرجات أو تأجيلها إلى مابعد الخروج من الملعب ، يظل جالساً وسط أجواء حارة ومباراة ملتهبة لمدة تصل خمس ساعات دون القدرة على شرب الماء وبعد مستوى سيء يظهره فريقه وتفنن لاعبوه بإظهار أسوأ مالديهم وتنتهي المباراة لتبدأ معاناة جديدة مابين الانتقادات التي يوجهها بعض منسوبي الأندية تجاه الجماهير ومابين الازدحام خارج الأبواب. حال المشجع السعودي يُرثى له فمن يرى ما يتعرض له المشجعون قبيل المباراة لا يلومهم إطلاقاً إن غابوا عن الحضور لاحقاً فالمعاملة تتم معهم وكأنهم مجرمون أو بلا شعور، فكل ما يحتاجه المشجع السعودي تذاكر إلكترونية ومقاعد نظيفة وتعامل حسن من المسؤولين في الملاعب فحين تتوفر هذه المزايا كأقل تقدير يستطيع الشخص أن يوجه انتقاداته للجماهير بعد أن يمنحوا ولو جزءاً من حقوقهم!