ليلة أمس كانت حزينة حد البكاء، وموجعة حد الألم على أنصار المنتخب السعودي الذين تسمروا لمشاهدة مباراة منتخبهم الوطني ونظيره العماني عبر القناة الرياضية السعودية قبل أن يخيب أملهم وهم يصدمون بالأمر الواقع بأنّ لا نقل للمباراة على قناة الوطن بعد أن سيقت لهم التطمينات بحدوث ذلك. شيء واحد فقط خفف الحزن وقوض الألم هو نجاح قناة "لاين سبورت" في الحصول على حق نقل المباراة، ولكم أن تتخيلوا لو أنها لم تنجح هي الأخرى. كيف يمكن أن تكون ردة الفعل الجماهيرية حينذاك؛ خصوصاً وأن أنصار المنتخب لم تبرأ جراحاتهم بعد. أعتقد أن الأمور كانت ستتعقد أكثر على المعنيين بالأمر، وهي حتماً كذلك الآن، وإن كانت بشكل أهون كثيراً. القناة الرياضية السعودية بررت عدم نقلها للمباراة وعبر مصدر مسؤول بما يمكن أن توصف بعملية ابتزاز قد تمت في آخر جولات المفاوضات بينهم وبين مسؤولي قناة الجزيرة الرياضية المالكة للحقوق؛ خصوصاً حينما قامت في اللحظة الأخيرة بمضاعفة المبلغ ثلاث مرات عمّا هو متفق عليه؛ وهنا أتساءل من الذي وضع مسؤولي القناة السعودية في هذا المأزق؟، وقبل ذلك وهو الأهم من المسؤول عن تسليم منتخبنا الوطني رهينة للآخرين؟، وهل كان منتخبنا بحاجة لبيع حقوق مبارياته محتكرة؟، ثم من الذي ورط الكرة السعودية بعقد كهذا سيئ يضع رقبته تحت رحمة الغير؟! أدرك أن هذه ليست المرة الأولى التي يجد الشعب السعودي نفسه مضطراً لمشاهدة منتخب بلاده بعيداً عن قناته الحكومية، فإذا كان اليوم قد أسعفه الحظ بمشاهدتها مجاناً عبر "لاين سبورت"، فقد كان ملزماً في سنوات خلت أن يستنزف جيبه مقابل أن يشاهد منتخب بلاده، منذ أن باع الاتحاد السعودي حقوق الرعاية الحصرية للمنتخب لشركة (صلة) التي بدورها باعت حقوق النقل التلفزيوني لشبكة (ART)، قبل أن تبيع هي الأخرى "الجمل بما حمل" للجزيرة الرياضية، ليصبح منتخبنا سلعة رخيصة يتقاذفها الباعة والمشترون و"على عينك يا تاجر". المختلف هذه المرة أن المواطن الأول عبدالله بن عبدالعزيز قد قرر أن يحرر الدوري السعودي من قيود الاحتكار بمنحه ل(قناة الوطن)؛ تلبية لرغبة شعبه، وحرصاً منه على رفاهيته، وننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يتحرر فيه المنتخب الوطني كذلك كما تحرر "دورينا" الذي نأمل أن نشاهده على غير قناة أسوة بكبرى الدوريات في العالم فهو يستحق ذلك وأكثر. يبقى الجميل رغم مرارة الشعور باختطاف "منتخب الوطن" من "قناة الوطن" ليلة أمس هي رؤية مسؤولي (لاين سبورت)، والتي عبر عنها مديرها العام تركي الخليوي بأن مبادرتهم لشراء حقوق نقل المباراة انطلق من رؤيتهم للقناة بأنها أيضاً "قناة الوطن"، حيث شدد على استشعارهم لصعوبة أن يشاهد الجمهور السعودي المباراة على قناة عُمان أو أية قناة أخرى غير سعودية، ما دفعهم جاهدين للحيلولة دون حدوث ذلك "مهما كانت الوسيلة، أو الثمن، أو الآلية"، وهي العبارة التي تترجم المعنى الحقيقي للاستثمارات الوطنية، والتي تجعلنا نقول بتجرد: شكراً للمواطن الغيور عبدالرحمن بن سلمان الحلافي.