سؤال طريف لاشك خاصة إذا وجه لمجتمع ليس شغوفا بالجبن، الا لضرورة حشو المعجنات او اللجوء اليه عند الحمية الغذائية. ومع ذلك ازعم ان هناك من الناس من يحب انواع الجبن المتعددة وتتصدر مائدة فطوره الصباحي او المسائي احيانا. فما هي مناسبة طرح الموضوع فيما يخص النوم؟ في عالمنا العربي والغربي ايضا، هناك اعتقاد ما بأن من يتناول الجبن قبل النوم يحصل على كمية وافية من الكوابيس الليلية! لذا، تدور النصيحة وتلف بعدم تناوله قبل موعد النوم. ورغم ان اكثرنا غالبا ما ينسى تأثير الجبن الليلي إلا اننا نسترجع المعلومة فورا اذا ما زارتنا الاحلام المزعجة. وهذه الايام ونحن نرفل في ايام العيد، وكل عام وانتم بالف خير، لا يكثر حديث وفي كل البيوت اكثر من اختلال الساعة البيولوجية عند اغلبية الناس للحرمان من ساعات كافية من النوم تؤدي إلى تعكر الامزجة بفعل ذلك الاختلال بالطبع حتى لدى الاطفال انفسهم الذين سيعودون إلى مقاعد الدراسة قريبا ان شاء الله. والمعروف عن مزايا النوم الجيد انه يقوي المناعة فقد اثبتت دراسات علمية اجريت بجامعة لوبيك بشمال المانيا منذ فترة قريبة، تأثير الارق على تراجع قدرة الجسم الدفاع ضد الجراثيم والفيروسات، كما ان دراسة اميريكية حديثة أكدت بأن النوم بشكل منتظم ولوقت كاف، يساعد الانسان على حل مشكلاته والتعلم بشكل افضل. وقد قرأت مؤخرا بأن بعض الاشخاص الذين يغلب على طبيعتهم التوتر او رداءة النوم وغالبهم من النساء يمكن ان ينتهي بهم المطاف بعد شهر رمضان، إلى الاصابة باضطرابات في الساعة الحيوية، وارق مزمن نتيجة صعوبة تعديل نمط نومهم مقارنة بغيرهم بعد انتهاء الموسم وعودتهم إلى اوقات العمل والدراسة المعتادة. ان هذا كله كلام جميل ومعروف ولكن ماذا عن الجبن تحديدا؟ في كتاب يحتوي تصحيحا لمعلومات ومفاهيم متداولة صدر حديثا، ذو اسم طريف يسمى بعد الترجمة (الجهل الجماعي) وجدت فقرة تتحدث عن افضل الوسائل لمساعدة الانسان للدخول في نوم عميق، ذكر فيه انه في عام 2002 قامت ادارة علم النفس التجريبي بجامعة اوكسفورد ببريطانيا بتوفير عدة طرق مساعدة لخمسين من المتطوعين الذين يعانون من الارق. وظهر بان الفئة التي تستعين بعد الاشياء سواء خرفانا او غيره، تأخروا قليلا عن الوصول للنوم. بينما لجوء البعض الآخر لتخيل مشاهد هادئة تنمي الشعور بالاسترخاء كمنظر شاطئ بحر او صور للطبيعة الجميلة ادت إلى تعلق خيالهم بها وبالاحاسيس المصاحبة، مما ساعدهم على النوم بشكل افضل واسرع. وفي فقرة اخرى يتساءل الكاتب.. ماذا يحدث ان تناول الشخص الجبن قبل النوم؟ الاجابة كانت احلاما حلوة! وتؤكد الاجابة بأنه في عام 2005 نظمت دراسة من قبل هيئة صناعة الجبن في بريطانيا تبحث في مقولة بأن الجبن يسبب الكوابيس ووجدت بانه بعد تجربة ثلاثة ارباع من عدد 200 متطوع تناول كل واحد منهم 20 جراما من الجبن قبل النوم بأن المفهوم المذكور ليس صحيحا، لانهم لم يتعرضوا إلى كوابيس تذكر بل انهم تمكنوا من تذكر تفاصيل احلامهم بوضوح. ختاما يستعين الكاتب بتجربة اليابانين في هذا الامر ويذكر حالة "النوم اثناء الحضور" التي تشير إلى مكانة عليا لان رجال السياسة والصناعة في بلدهم كثيرا ما يلجؤون إلى غفوة معلنة في اجتماعات مهمة ورسمية لتأكيد احتياجهم للاستراحة نظرا لعبء اعمالهم وكثرتها، وهو ما يجد قبولا في مجتمعهم.