صرح مسؤولون في المجلس الانتقالي الليبي امس ان معمر القذافي ما زال موجودا بالتأكيد في ليبيا، معتبرين ان "من حقهم قتله اذا لم يستسلم". وقال مسؤول الشؤون العسكرية في طرابلس عمر الحريري ان "المعلومات التي املكها هي التالية: من شبه المؤكد بنسبة ثمانين بالمئة ان القذافي ما زال في ليبيا". من جهته، قال احمد داراد المكلف الشؤون الداخلية في البلاد "نعتقد انه في ليبيا من حقنا قتله". واضاف "انه يقتلنا. انه مجرم وخارج عن القانون. في جميع انحاء العالم اذا لم يستسلم المجرم فمن حق من يفرضون احترام القانون قتله". ويقول الثوار ان القذافي يختبئ اما في بني وليد جنوب شرق طرابلس او في محيط العاصمة. كما تحدثت شائعات عن وجوده في سرت المنطقة التي يتحدر منها. وفي المشهد الاخرلم تشهد الساحة الخضراء سابقا وساحة الشهداء اليوم، مثل هذا الحشد الهائل الا نادرا. ففي اول ايام عيد الفطر ادى عشرات الآلاف من الليبيين صلاة جماعية في اجواء من الفرح والخشوع. وتدفق اهل طرابلس وهم يرتدون ملابس جديدة ويرافقهم ابناؤهم في ساعات الفجر على الموقع الذي كان يسمى الساحة الخضراء في عهد معمر القذافي. وكان سور السرايا الحمراء منبرا للعقيد معمر القذافي لاثارة الحماس في صفوف مؤيديه في بداية الثورة التي ادت الى فراره بعد ستة اشهر. وقال احمد الهوني رجل الاعمال البالغ من العمر 31 عاما "انظر الى هذا الحشد انه اكبر بالف مرة من الذين كان القذافي يجمعهم امام كاميرات التلفزيونات ليقول ان كل الليبيين معه". حارس يحرس المصلين الذين يؤدون صلاة العيد في ساحة الشهداء بطرابلس (رويترز) من جهته، اكد عادل المصمودي الذي يبلغ من العمر 41 عاما اي كل عهد القذافي، وجاء الى الساحة مع ابنه وابنتيه مبروكة ونهى "انه اجمل عيد في حياتي". وفرضت اجراءات امنية مشددة حول الساحة. فالى جانب المسلحين الذين كانوا يتجولون بين الحشد، نشر آخرون على اسطح قلعة السراي الحمراء ومبان تطل على الساحة. وام امام الصلاة الجماعية في اجواء من الفرح بينما اطلقت زغاريد من نسوة تجمعن في مكان منفصل عن الرجال. وما ان بدأ يتلو القرآن حتى صمت الجميع بينما كان كثيرون يبكون بصمت. وحتى الامام اختنق صوته مرات عدة.. وفي الخطبة التي تلت، عبر الامام عن ارتياحه لرحيل "الطاغية القذافي" الذي قوبل اسمه بهتافات معادية في كل مرة. ودعا الامام الليبيين الى الاتحاد واكد رفض اي سيطرة غربية على البلاد. وقال رجل الدين الذي لا يعرف احد اسمه "شكرا لحلف شمال الاطلسي لانه ساعدنا لكننا بلد مسلم لا يحتاج الى احد. نحتاج الى قوات اسلامية ولا الى قوات اجنبية". واشاد "بمقاومة الطرابلسيين الذين تحملوا رجال القذافي حتى النهاية". وقال محمد فرحات (34 عاما) وهو موظف ان "الاسوأ مر. نحن الطرابلسيين عشنا ستة اشهر من الرعب النفسي الذي مارسه عملاء القذافي". وعبر عن امله في ان ينعم ابنه البالغ من العمر اربع سنوات "بحياة افضل" من حياته وقال انه متفائل على الرغم من الصعوبات الاولى التي تواجهها ليبيا الجديدة حيث ما زالت هناك جيوب للمقاومة ونقص في كل المواد وقلق على المستقبل. اما عدنان شكاب الطالب البالغ من العمر 17 عاما الذي شارك في الصلاة مع عائلته فقال "اشم هواء حرية غير عادي وهذا الاهم لانه ليس هناك اثمن من الحرية". ومع انتهاء الصلاة، تعانق المصلون وتبادلوا التهاني بالعيد بينما قام بعضهم بتوزيع الحلويات والتمور والتحق آخرون بمسيرة مرتجلة. وتفرق الحشد بعد ذلك بهدوء بعد تبادل التهاني في اول عيد فطر في مرحلة ما بعد القذافي.