أشعر بكثير من الإزعاج وخصوصاً بهذه الأيام السعيدة أعادها الله علينا وعليكم بالخير التي تكثر بها اللقاءات وقتما يتحدث معي احد أو يناقشني بموضوع تطوير طريق الملك عبدالله بحكم تخصصي بالتطوير العمراني ، وذلك ليس من منطلق عدم أهمية هذا التطوير، ولكن من منطلق أنها تبدو - بعد حين من المناقشة - ليست أكثر من هبّة عابرة وسريعة ، للفت الانتباه ، والإيحاء بأنّ الذي سوف يناقشك حول هذا التطوير لإظهار العيوب فقط ، ولكن عزيزي القارئ سوف أوجه من خلال مقالي لهذا الأسبوع رسالتين الأولى لمستخدمي الطريق والثانية لأصحاب الأنشطة التجارية على الطريق ولكم حرية التعبير على هذه الرسائل عن طريق موقع الجريدة الإلكتروني. لذا أكاد اجزم بأن أكثر فئة منزعجة من الطريق حالياً هم مستخدمو الطريق فأقول لهم الطريق لم يكتمل حالياً لكن سوف أوضح لكم بعض الحقائق عن التطوير لعلها تكون بلسماً شافياً لقلقكم فأغلب التعليقات التي أسمعها تكمن في التالي الطريق زحمة ؟ تكدس عند المخارج ؟ الطريق يعُج بالإشارات ؟ مساحات ضائعة بين الجزيرة الوسطية والطريق الخدمي المساند؟ لذا أقول وبالأرقام هل تعلم عند تنفيذ أي مشروع تنموي لابد أن تكون هناك نسبة من المستخدمين متضررة من التنفيذ ولكن هذا فقط لفترة قصيرة لا تقارن بالفوائد التي سوف تحصل عليها بعد التطوير أما بالنسبة لزحمة الطريق فالتصميم المميز للطريق زاد من طاقته الاستعابية ثلاثة أضعاف من 190 ألف رحلة يومياً إلى 520 ألف رحلة يومياً رغم عدم زيادة عرض الطريق. وكذلك تم تحويله لطريق سريع ناقل للحركة من الشرق إلى الغرب بطول 25 كم بمعنى اختصر الرحلة الزمنية لك إلى 7 دقائق أو اقل وهذا احد أسباب انسيابية الحركة المرورية، وخفض مشكلة الازدحام المروري وتمت إزالة الإشارات على الطريق وتنظيم عملية الدخول والخرج منه إما بالنسبة للجزيرة الوسطية فتم تصميم مسار خاص للقطار الكهربائي - الذي لم يتحدد موعد إنشائه - بعرض 15 متراً. والمستفيد الأكبر من الناحية الاقتصادية للتطوير هم أصحاب الأنشطة التجارية التي تقع على جوانب الطريق فإذا كان عدد الزبائن لهم سابقاً محكوماً بنسبة معينة من عدد الرحلات أعلاه فقد تضاعف العدد وسوف تتضاعف معه نسبة الزبائن لا محالة هذا بالإضافة إلى انسياب حركة السيارات بتعزيز دور مسارات الخدمة المحلية وزيادة عددها إلى عشرين مدخلاً ومخرجاً عند التقاطعات والمداخل والمخارج، وكذلك تقليل تكاليف التكوينات الجمالية لوجهات معارضهم باحتواء تصميم الطريق على عناصر بصرية متناسقة من رصف ممرات المشاة، ومواقف السيارات بمواد خاصة تتناسب مع جماليات الطريق العامة، وتنسيق وتوزيع الأشجار، وتصميم أعمدة الإنارة التي تجعل من الحركة عبر الطريق للراكبين والمشاة نزهة آمنة ممتعة. من وجهة نظري إن عملية تطوير الطريق الحالية بهذه الأهداف هي حل حقيقي طويل الأمد وسريع المفعول.. وأظن أن المعادلة ليست صعبة لكن يبدو أن البعض اعتاد الاصطياد في الماء العكر دوماً.!!. * باحث في التخطيط والتطوير العمراني