مع مرور السنين تغيرت مشاعر الفرح بلعيد والكثير من العادات حسب معطيات الحياة لتغير هذه الفرحة لكنها بقيت في مضمونه فرحة مع اختلاف التعبير عنها الا ان الرابط المشترك بين الامس واليوم هو الشعر فربما اختلف ولكن لا يزال ديدنه يتفق في صيغة التعبير عن هذه الفرحة مع مراعاته للمتغيرات الاجتماعية لكنه لا يزال ما جود ولا يخلو من العفوية احيانا وطرفة احيانا وهناك في هذه الفرحة تهيض المشاعر لا سيما في الغرض الشعر الغزلي فيحدث مواقف تنتج عنها قصص تبقى في ذاكرة الناس طويلا حتى بعد رحيل اصحابها واليوم نروي قصتين يتناقلها الناس منذو زمن لشاعرين كبيرين فكما سمعنا قصة الشاعر الكبير محمد خلف الخس الذي يقول انه جاءنا أحد الشباب يخبرنا ان البنات يرقصن ، ولما تفرجنا على رقصهن من مسافه ليست قريبه جداً.. رأيت من بينهن فتاة جميلة ، فقلت بعفوية: (( ليتها بخلقها ولا شفناها )) .. فلما جاء الصباح قام (( أحد الملاقيف )) بنقل ما قلته إلى الفتاة وأمها .. فقالت الأم : (( يا دفع البلا.. لو انها شينه قلنا ميخالف لكنها زينه !!!)) فأنا قصدت من كلامي ان البنت جميلة ، لكن يبدو ان صاحبنا فسر كلامي على العكس .. الخس ثم بعد أيام .. صادفت البنت بين بيوت النجع ، فألقت السلام وهي تقول : (( أبي أسلم لو أني مع أمي زعلانه عليك )) .. فلما فهمت الأمر، قلت : (( الآن ليس لدي عذر ولكن امهليني بعض الوقت .)) وقد كان هذا اعتذاري لها : هلا ... هلا يا أم العيون المظله اللي بعيني مالهن حلايا فيهن تقول طراد خيلٍ وسله اما هلا الردات والا الطنايا لا احذ فو عن الأمهار الأجله وردوا لبيضٍ كنهن الحنايا ورداتهم تشفي القلوب المغله من غير حقرانٍ لباقي النحايا يا بنت من ينطح وجيه المهله زيزوم عيراتٍ ومقدم سبايا مع دربه العيرات مثل الأهله دايم سماريهن تتالى حفايا العذر منك اني فلا قلت زله لا طاب حظ مصورين الحكايا ما فيك ما ينقال في كل مله حتى قال: توضي وكاسيها أشقرٍ له زوايا ما شفتها الا ساعة مستزله يوم العياد.. ويوم ذبح الضحايا فالماقع اللي شافها النجع كله تلعب نهار العيد بين الصبايا بحجاجها سيفٍ من الهند سله الى آخر القصيدة بن فطيس اما في الزمن الحاضر فلا يزال الشعر يداعب المشاعر في هذه الفرحة وان كان تغير الكثير من العدات الاجتماعية من ناحية طريقة التعبير عن هذه الفرحة من حيث التجمع فلم يعد هناك حياه في البادية ( الخيم وبيوت الشعر ) الا ان الشعراء لا يزالون يعبرون عن مشاعرهم عن عشقهم بما تبوح بهم مشاعرهم وقد اخترنا قصائد لبعض الشعراء المبدعين في الساحه للشاعر المبدع / محمد بن فطيس قصيدة يروي فيها معاناتة بعد ان فاتته فرحة العييدين وحيدا معبرن عنه بحرن شديد حيث قال فات عيد الفطر ما شفت البعيد وعيد الأضحى فات مثله مثل إخيه شفت في عيد الفطر حزن فريد وشفت في الأضحى الحزن أمه وإبيه فاتت أعياد السنه ذي عيد عيد والشقي ياكل من الحسره يديه مابقى للصبر في صدري رصيد وكل بيت قد كتبته حزن فيه دام ما للعمر من يضمن مزيد يا نجوم الليل عني عايديه قولي إن صويحبك عقبك وحيد قولي إن النوم عيا لا يجيه قولي إنه حرم اللبس الجديد وقولي إنه ما نسى العهد وعليه وقولي إن الحال ينقص ما يزيد والسبب كثر انتظاره علميه الانتظار أشد من سجن الحديد حتريه الصبح والليل احتريه قولي إن العيد كلن به سعيد كود من خله بعيد و يرتجيه أبعده عني ضحى العيد الجديد وإن فهم ماهي غريبه من نبيه عيده مبارك إلى يوم الوعيد خاف ياتي عيد ما اعايده فيه اما الشاعر سعد الشقحاء فهو خلاف ذلك فمع قرب هذه الفرحة يناشد محبوبته قائلاً: العيد قرب وانت يا زين وين أنت لا يمكن افرح وانت دارك بعيده ولو يفرحوا كل البشر لجلك أحزنت شعري ووناتي عليه شهيده ومن قبل عيد الفطر من اجلك اعلنت العيد ملبس له اثيابن جديده يالغالي اللي وسط قلبي تمكنت غلاك متمكن ولا حدن يبيده لك صادق شعوري بشعري ودونت وفيها اراجع ذكرياتن عديده حتى قال يا فرحته وان كان في العيد بينت فرحته يوم العيد فرحه أكيده اما هذا الشاعر فقد اكتفى بهذه الرساله للايصال مشاعره في هذه الفرحه فرحة الأعياد بشوفك تكتمل وانت عيد القلب يومه يحتويك اما هذا الشاعر فيبدو عليه اليائس من التواصل مع معشوقته ياقوة الله وين انا ونت والعيد مالله كتبلي معك بالعيد ميعاد اما هذه القصيده الرائعة فيبدو على صاحبها احتفاظه في ملتزمات العيد 4 سنوات على امل اكتمال الفرحة العيد قرب أسعد الله ممساك والله مدري وين خد لمسته وين أنت ياللي عيدنا في محياك كف القدر من ضيقة الخلق بسته حتى قال والثوب راحت موضته مالبسته وشريت عطر ما زهاني بلياك أربع سنين بعلبته ما لمسته ودفتر قصيد كل يوم يترجاك ما فيه يوم ما سهرت ودرسته