قال الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود، إن حجر الأساس الذي وضعه خادم الحرمين الشريفين، يمثل أكبر انطلاقة لتوسعة الحرم المكي الشريف على امتداد تاريخه الطويل كله، وأضاف:" اغتنم بها -أيده الله- شرف اليوم والزمان والمكان بإطلاقه هذا الحدث الكبير في يوم الجمعة 19/9/1432ه من شهر رمضان المبارك على أرض مكة الطيبة الشريفة". وتابع:" وبالنظر إلى ضخامة الجهد الفكري والتنظيمي في استحداث هذه التوسعة المباركة، وعدد العقارات المنزوعة، والأموال الضخمة التي تطلبتها وهي التي بلغت (40) مليار ريال ندرك قوة العزيمة لدى خادم الحرمين الشريفين على خدمة بيت الله المحرم، وهي عزيمة يحركها سمو الهدف وشرف الخدمة لأطهر بقاع الأرض، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وهو المنشغل دائماً بهموم المسلمين في شتى بقاع الأرض، والسبَّاق في كل حال لإصلاح شؤونهم وجمع فرقتهم وتوحيد صفهم، فكيف وقد تعلق الأمر هذه المرة بأول بيت وُضع للناس، وهو البيت الذي تعلقت به القلوب، وتسابقت النفوس إلى خدمته منذ العصور الأولى السابقة للإسلام حين كانت قريش متمسكة بخدمة البيت وزواره عبر السدانة والسقاية والرفادة، حتى كان هذا العصر الميمون الذي شهد أضخم الخدمات والتوسعات لبيت الله المحرم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي أسس مجلساً خاصاً لإدارة شؤون الحرم، وهو وعي مبكر منه بأهمية تخصيص إدارة مستقلة لشؤون الحرم، ومروراً بأبنائه البررة، إلى أن جاء عصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي انطلقت فيه هذه التوسعة التي تعد الأكبر على مر التاريخ". وأشار في سياق حديثه عن هذه التوسعة الجديدة إلى أن جامعة الملك سعود ممثلة بكلية العمارة والتخطيط وكلية الهندسة كانت ضمن الجهات المدعوة للمشاركة في مسابقة عالمية لتقديم فكرة تصميمية مبتكرة لهذه التوسعة التاريخية للحرم المكي تنافست فيها الجامعة مع مكاتب استشارية محلية وعالمية مرموقة. وقد جاءت الفكرة التي تقدمت بها الجامعة محققة للاعتبارات التصميمية المعمارية والهندسية والبيئية، الأمر الذي جعلها تتميز عن غيرها من الأفكار المقدمة من المكاتب الاستشارية الأخرى، لكونها جاءت محافظة على المقتنيات العمرانية والتوسعات التي حدثت للحرم على مر العصور، مع تميزها بإتاحة رؤية الكعبة من جميع الاتجاهات، وربط مشروع التوسعة الجديدة بالتوسعات السابقة برغم انفصالها إنشائياً عنها، بهدف توفير أفنية رحبة تحيط بمباني التوسعة من كل الاتجاهات، الأمر الذي يتيح إضاءة طبيعية وتهوية كافية. كما ويتميز التصميم الذي تقدمت به الجامعة بتحقيقه معايير السلامة بإمكانية تفريغ الحشود من جميع جهات المبنى بيسر وسهولة في حال حدوث أي ظرف طارئ. ولكل هذه المزايا المجتمعة في فكرة التصميم الذي تقدمت به جامعة الملك سعود فقد حاز على إعجاب مقام خادم الحرمين الشريفين وأعضاء الوفد المرافق له أثناء عرضه فصدر بعد ذلك أمر سامٍ كريم من مقام خادم الحرمين الشريفين بجعل التصميم الذي تقدمت به الجامعة أساس المشروع.