من ضمن النجاحات السعودية المبهرة على الساحة الدولية في الآونة الأخيرة التي بدأت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني إلى كل من فرنسا والولايات المتحدة، جاءت زيارة وفد مجلس الشورى برئاسة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس إلى كندا وهي الزيارة التي حفلت باهتمام كندي ونجاح كبير في تعميق علاقات الصداقة التي تربط المملكة العربية السعودية وكندا إلى درجة ان رئيس مجلس العموم «البرلمان» الكندي، بيتر ميليكان قال ان زيارة وفد مجلس الشورى قد أتاحت للكنديين فرصة ثمينة وقيمة لمعرفة الكثير مما يجهلونه عن المملكة العربية السعودية ونظام القضاء فيها ومبدأ الشورى في الإسلام وكيفية عمل مجلس الشورى. وبدأت زيارة وفد مجلس الشورى إلى كندا يوم الثلاثاء الماضي واختتمت أمس السبت وهي الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لوفد من المجلس وجاءت بدعوة من رئيس مجلس العموم الكندي وذلك رداً على زيارة سابقة قام بها أعضاء من مجلس العموم إلى المملكة عام 2001م وإلى جانب معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس وفد مجلس الشورى في زيارة كندا، ضم الوفد المرافق لمعاليه كل من: الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر، الأستاذ منصور بن محمد الأنصاري، الدكتور عبدالله بخاري، الأستاذ اسماعيل بن ابراهيم الشورى، المهندس احمد بن يوسف التركي، الدكتور يزيد بن عبدالرحمن العوهلي، الدكتور احمد السيف. وكان رئيس مجلس الشيوخ الكندي دان هيز وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى كندا السفير الدكتور محمد رجاء الحسيني في مقدمة مستقبلي وفد مجلس الشورى برئاسة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد عند وصول الوفد إلى العاصمة الكندية، اوتاوا، يوم الثلاثاء الماضي. كما شارك في الاستقبال مسؤولون كنديون وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين في كندا. وخلال الزيارة عقد وفد مجلس الشورى اجتماعات مع كبار المسؤولين في الحكومة الكندية والبرلمان الكندي ومن ضمنها اجتماعات مع وزير خارجية كندا، بيير بيتيغرو، ورئيس مجلس الشيوخ في البرلمان، دان هيز، ورئيس مجلس العموم في البرلمان، بيتر ميليكان، ووزيرة التعاون الدولي، ايلين كارول، ورئيسة القضاء في كندا، بيفرلي مكليكلن. وحضر وفد مجلس الشورى برئاسة رئيس المجلس معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد جلسة عقدتها لجنة مجلس العموم للشؤون الخارجية برئاسة برنارد باتري بالاضافة إلى الاجتماع برئيس وأعضاء الوفد الكندي في اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي وحضر الوفد بعض جلسات الاستجواب في مجلس الشيوخ ومجلس العموم في البرلمان الكندي. وأقام كل من رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس العموم حفلي عشاء وغداء على التوالي على شرف وفد مجلس الشورى. كما أقام وزير الدولة في الخارجية الكندية، دان مكتيغ حفل غداء عمل على شرف الوفد في مقر وزارة الخارجية الكندية. وفي ختام زيارة وفد مجلس الشورى إلى كندا، أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كندا، السفير الدكتور محمد رجاء الحسيني، حفلي استقبال وعشاء على شرف وفد مجلس الشورى حضره عدد كبير من أعضاء البرلمان الكندي ووزير الدفاع الكندي، بيل غراهام، الذي كان اصراره على الحضور مفاجئاً وهو ما يعني تقديراً من جانبه للمملكة. كما حضر حفل سفير خادم الحرمين الشريفين تكريماً لوفد مجلس الشورى الزائر لكندا كل من رئيس مجلس العموم في البرلمان الكندي، بيتر ميليكان، ووزير الدولة في الخارجية الكندية، دان مكتيغ، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة ورؤساء الجاليات العربية والإسلامية وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين وبعض من ممثلي الطلبة والأطباء السعوديين الدارسين في كندا. وتحدث خلال حفل العشاء كل من سفير خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس العموم الكندي ومعالي رئيس مجلس الشورى السعودي. وقدم سفير المملكة السفير الدكتور محمد رجاء الحسيني، بهذه المناسبة درعين أحدهما لمعالي رئيس مجلس الشورى معالي الشيخ الدكتر صالح بن حميد، والآخر لرئيس مجلس العموم، بيتر ميليكان، يحمل كل درع شعاراً مجسماً لعلمي المملكة وكندا وخريطة المملكة ومبنى السفارة السعودية الجديد في اوتاوا منحوتاً على الدرع الاسم الذي يحمل كل منهما. وفي كلمته، أمام المدعوين، أشار سفير المملكة الدكتور محمد رجاء الحسيني، إلى ان هذه الزيارة التي تعتبر أول زيارة لوفد من مجلس الشورى لكندا من شأنها ان تساهم في تقوية الروابط بين شعبي المملكة العربية السعودية وكندا وتتيح الفرصة لتبادل الآراء حول مختلف القضايا بروح من الاحترام والتقدير للمصالح المشتركة. وأكد السفير الدكتور محمد رجاء الحسيني أنه فقط من خلال مثل هذه اللقاءات والزيارات الشخصية والرسمية يمكن تحقيق التفاهم والثقة بين كافة الأطراف. كما أكد السفير الحسيني أن زيارة وفد مجلس الشورى قد حققت وستحقق الكثير من الإنجازات في العلاقات بين البلدين، المملكة العربية السعودية وكندا. وقال إن الزيارة أثبتت أنه فقط من خلال تبادل زيارات كهذه - زيارة وفد مجلس الشورى السعودي - واتصالات مباشرة كهذه بإمكاننا أن نفهم بعضنا البعض وأن يقدر كل منا عادات وتقاليد وأنظمة الآخر. ونوه السفير الحسيني أن هذه مناسبة لكي ينقل عن رئيس مجلس الشيوخ الراحل جيلداس ملغات، ما كتبه لإحدى المجلات الكندية عقب زيارته للمملكة على رأس وفد من مجلس الشيوخ عام 2001، وهي الزيارة التي تكللت في جميع جوانبها بالنجاح حيث كتب السيد ملغات ما يلي: «وفي الرياض بالذات تتواجد الأحياء القديمة بجوار الأحياء الجديدة والأسواق القديمة بجوار الأسواق المركزية الحديثة ويقود السعوديون افخر موديلات السيارات الجديدة وهم يرتدون زيهم التقليدي. لقد تم استثمار البترودولارات بطريقة حكيمة ورشيدة لتشييد البنى التحتية التي قد تثير الحسد حتى لدى الدول الغربية. وتتميز المستشفيات والطرق والمطارات والمجمعات الصناعية والمتاحف ومراكز البحوث والموانئ والفنادق بحجمها وزخرفتها الرائعة وفعالياتها. وكل هذا تم تحقيقه على مدى فترة قصيرة من الزمن نسبياً ما بين 1973 واليوم السعوديون شعب فخور ومتشبث بتقاليده وعاداته ويتميزون بالحفاوة والود وبتعلقهم بدينهم، لكنهم حريصون أيضاً على زيادة روابطهم وتعزيزيها بالغرب وبكندا على الخصوص. وأشار السفير الدكتور محمد رجاء الحسيني في كلمته أثناء حفل العشاء الذي أقامه تكريماً لوفد مجلس الشورى الزائر لكندا إلى ما سبق أن أدلى به رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أمام لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية بأن المجتمع الكندي يتميز بالتسامح والانفتاح وقبول الآخر وهي قيم يدعونا أيضاً ديننا الإسلامي إلى التمسك بها والعمل بها. وقال السفير الحسيني في كلمته: «إنه بالنسبة لي وزملائي يتلقون دراستهم وتدريبهم، فإنهم يحملون لكندا وللمجتمع الكندي الكثير من التقدير والاحترام والإعجاب وأنا متأكد أن المئات منهم سيكونون سفراء لكندا أيضاً أينما ذهبوا». وفي الختام أشار السفير الحسيني إلى أن المملكة العربية السعودية تُعد حالياً أكبر شريك تجاري لكندا في العالم العربي حيث بلغت القيمة الإجمالية للتبادل التجاري بين البلدين حوالي (1,82) مليار دولار عام 2004. وأشار السفير الدكتور محمد رجاء الحسيني إلى أن كندا اصبحت وجهة رئيسية للسياح والطلبة السعوديين الذين تجذبهم إلى كندا جمال طبيعتها وجامعاتها ذات السمعة المرموقة وأن هذا كله إنما هو ثمرة الجهود العديدة التي بُذلت من كلا الجانبين للعمل على تعزيز الوثيقة بين البلدين. وأثناء حفل السفير الدكتور محمد رجاء الحسيني سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كندا، ألقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى، كلمة قال فيها للاصدقاء الكنديين إن العلاقات الثنائية بين المملكة وكندا تتميز بقوة روابط الصداقة والتعاون في كافة المجالات منوهاً إلى العلاقات في مجالات التبادل التجاري بشكل خاص وكذلك في مجالات التعليم والثقافة. وفي هذا الصدد شدد معالي رئيس مجلس الشورى على ضرورة بذل المزيد من الجهد من قبل السلطات الكندية لتسهيل أمور المواطنين والطلبة السعوديين الذين يتجهون إلى كندا للسياحة وللدراسة والتدريب بها وذلك فيما يتعلق بتسهيل حصولهم على تأشيرات دخول إلى كندا. كما نوه معالي رئيس مجلس الشورى - في كلمته - بالحفاوة وحسن الاستقبال الذي خصصه له كل من رئيس مجلس العموم ومجلس الشيوخ الكندي وكذلك المسؤولون في البرلمان ووزارة الخارجية بالإضافة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية الكندية مؤكداً أن تبادل زيارات كهذه من شأنها أن تساعد على توطيد العلاقات بين المملكة وكندا. هذا وقد ألقى رئيس مجلس العموم الكندي بيتر ميليكان، كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن شكره لسفير المملكة على جهده في ترتيب زيارة وفد مجلس الشورى مشيراً إلى أن هذه الزيارة قد أتاحت فرصة ثمينة وقيمة لتبادل وجهات النظر مع أعضاء الوفد ولمعرفة الكثير مما نجهله عن المملكة العربية السعودية حيال القضاء وعمل المجلس وفقاً للشورى في الدين الإسلامي. في إجابته على بعض الأسئلة ومن ضمنها ما أُثير حول القضية الفلسطينية، أوضح معالي رئيس مجلس الشورى للمسؤولين والبرلمانيين الكنديين أنه لن يكون هناك استقرار في منطقة الشرق الأوسط بدون ايجاد حل عادل ومنصف. وأكد معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى في تخاطبه مع المسؤولين الكنديين عن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني: «إن هنالك شعورا لدى شعوب المنطقة بالظلم الدولي تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون في ممتلكاتهم وأطفالهم وجرف أراضيهم الزراعية». وقال معالي الدكتور الحميد للمسؤولين الكنديين: «هناك قرارات دولية عديدة لم تطبق ومبادرات سلام أهمها خارطة الطريق ومبادرة ولي عهد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله وغيرها لم تجد أية جدية من الطرف الآخر لتنفيذها والقبول بها». وحث معاليه كندا والدول الأوروبية على السعي لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة تتسم بالعدل والإنصاف من أجل استقرار المنطقة لا بل استقرار العالم. وخلال اجتماع معالي رئيس مجلس الشورى مع رئيسة القضاء في المحكمة العليا في كندا، شرح معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد نظام القضاء والمحاكم في المملكة مشدداً على استقلاليته وأن الشريعة الإسلامية تغطي كافة القضايا والوسائل الدنيوية وأنه لا يوجد أي شيء في المملكة يحول دون تطوير قوانينها وانظمتها إذا لم يتعارض مع الشريعة الإسلامية. وفي ختام هذه الزيارة المثمرة وجه معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الدعوة إلى كل من رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس العموم بالبرلمان الكندي لزيارة المملكة وقد قبل كلا المسؤولين الدعوة على أن يقوما بتنفيذ الزيارة في المستقبل».