نزل قدر الله تعالى المتصرف في خلقه، فقضى، ولا راد لقضائه، بوفاة الامير محمد العبدالله الفيصل رئيس النادي الاهلي السابق، واحد ابرز الشخصيات التي ساهمت في نهضة وتطور الرياضة السعودية في العقدين الماضيين. رحل محمد العبدالله، رجل المبادئ، وصاحب النظرة البعيدة، والافكار النيرة، والمواقف الانسانية، وخلف وراءه ارثا كبيرا في مجال الرياضة والثقافة والشعر والادب، وكذلك في حياة المجتمع السعودي. ولم تمر إلا اياما قليلة من رحيل الامير الشاعر محمد العبدالله، حتى فجعنا بنبأ وفاة نهر العطاء الاميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، والدة الامير خالد بن سلطان واشقائه فهد وفيصل وتركي وشقيقاته. وكنا قبل ذلك بايام معدودة، قد فجعنا ايضا بنبأ وفاة صاحبة الايادي البيضاء الاميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري والدة الأمير فهد بن سلمان والامير احمد بن سلمان(يرحمهما الله)والامير سلطان بن سلمان والأمير عبدالعزيز بن سلمان، و الأمير فيصل بن سلمان. وهكذا حال الدنيا، فالموت هو سبيل الاولين والاخرين، وهو امر لا مفر منه، وما على الانسان الا القبول به والتسليم بقضائه، امتثالا لقوله تعالى "كل نفس ذائقة الموت". ونحن في "العشر الاواخر من رمضان المبارك"، نبتهل الى المولى عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته وان يغفر لهم ويسكنهم الجنة مع الصديقين والشهداء. صحيح ان المصيبة كبيرة، والفقد عظيم، والامر جلل، لكننا لا نقول الا ما يرضي الله: "انا لله وانا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ونقول ايضا: الحمد لله الذي جعل الحمد ثمناً لنعمائه، ومعاذاً من بلائه، وسبيلاً إلى جنانه وسبباً لزيادة إحسانه والصلاة على رسوله نبي الرحمة وإمام الأئمة وسراج الأمة. والحمد لله الذي علا بحوله ودنا بطوله، مانح كل غنيمة وفضل وكاشف كل عظيمة وازل. أمره قضاء وحكمة، ورضاه أمان ورحمة، يقضي بعلم، ويعفو (يغفر) بحلم. اللهم ارحم الامير محمد العبدالله الفيصل، والاميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي ، والاميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري ، فقد حلوا بجوارك، فعاملهم بما أنت أهل له، وصلي اللهم وسلم على خير الخلق كلهم. والحمد لله رب العالمين