ذكرت تقارير إخبارية امس أن كتائب العقيد معمر القذافي قصفت مقر القذافي، وذلك بعد يوم واحد من سيطرة الثوار على المقر. وذكرت قناة الجزيرة أن قذائف هاون سقطت على المقر الموجود في منطقة باب العزيزية أطلقت من حي بوسليم المجاور. من جهته قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل ان المجلس سيقود ليبيا طوال 8 أشهر، معرباًَ عن اعتقاده بأن الزعيم الليبي معمر القذافي غادر العاصمة طرابلس ليتجه نحو الجزائر. وقال عبدالجليل في مقابلة هاتفية حصرية مع قناة "فرانس 24" ان المجلس الذي سينتقل إلى طرابلس ابتداء من اليوم الخميس، سيتصرف كمجلس أعلى للبلاد طوال 8 أشهر. وأضاف ان المجلس خلال المرحلة الثانية التي تدوم سنة واحدة سيضع دستوراً للبلاد ويشكل حكومة انتقالية وينظم انتخابات عامة بما يتماشى مع النظام الرئاسي. وسئل عن مصر الزعيم الليبي فقال "أتصور انه غادر طرابلس ليتجه جنوباً أو جنوب غرب نحو الجزائر". وأضاف "لا أعتقد انه سيتمكن من الابتعاد أكثر لا باتجاه الجنوب ولا الشرق لأن هذه المناطق لم تعد تحت سيطرته وآمل أن يعتقل حياً حتى يحاكم ويعرف العالم جرائمه"، وأكد ان باب العزيزية، حيث مقر القذافي، بأكمله تحت سيطرة المقاتلين في حين ان 3 مناطق من العاصمة ما زالت تحت سيطرة القوات الموالية للزعيم الليبي. الى ذلك عرض المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا امس مكافأة قدرها 7ر1 مليون دولار لمن يلقي القبض على الزعيم الليبي معمر القذافي، وفقا لما ذكرته قناة الجزيرة الفضائية، وأضافت القناة أن المجلس عرض عفوا عن أي شخص يقتل القذافي، وكان القذافي قد زعم في وقت سابق الاربعاء أنه يتحرك في العاصمة طرابلس متخفيا بعد أن سيطر الثوار على المدينة، وقال القذافي في رسالة مسجلة، وهي الثانية له "سرت قليلا في طرابلس من دون أن يراني أحد، ولم أشعر أنني في خطر". من جهته قال عبدالسلام جلود مساعد معمر القذافي السابق لتلفزيون الجزيرة ان الزعيم الهارب ما زال يعتقد ان بامكانه ان يعود الى السلطة عندما تتوقف حملة القصف الجوي التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي. وقال جلود الذي فر الى صفوف المعارضة قبل دخولهم العاصمة طرابلس ان القذافي تنتابه اوهام اذ يظن ان بمقدوره ان يتختفي في ليبيا وعندما يرحل حلف شمال الاطلسي يجمع انصاره. وقال انه يعتقد ان القذافي ما زال في طرابلس مضيفا انه ينبغي لمقاتلي المعارضة ان يفتحوا الطرق فبعد فتحها قد يتخفى القذافي في زي امرأة ويغادر طرابلس الى الحدود الجزائرية او الى تشاد. في السياق ذاته أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأربعاء أن باريس ستحتضن في الاول من سبتمبر المقبل مؤتمرا دوليا للتأسيس لمرحلة ما بعد القذافي، وقال إن هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه المجلس الوطني الانتقالي الليبي وأمين عام الأممالمتحدة ودول كثيرة أخرى تمت الدعوة له من قبل فرنسا وبريطانيا وجاء هذا التوضيح من قبل الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي عقده في قصر الإيليزيه مع محمود جبريل نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي وسئل الرئيس الفرنسي عما إذا كانت القوات الفرنسية المشاركة في التحالف العسكري الذي يقوده الحلف الأطلسي ضد القوات الموالية للعقيد معمر القذافي ستواصل مهامها بعد دخول الثوار إلى طرابلس وفي انتظار سقوط النظام الليبي بشكل نهائي فقال إنها ستبقى طالما ظلت أسباب إرسالها إلى ليبيا بموجب قرارات الأممالمتحدة قائمة، وهو ما أكده محمود جبريل الذي قال إن القوات الموالية للقذافي لا تزال تعتدي على المواطنين في طرابلس ولا تزال تقصف مدنا عديدة في التراب الليبي منها مدن الجنوب.