سعد بن جدلان شاعر بدوي شق بقدميه رمال الصحراء ووسم عليها آثارها التي تسير خلف أخفاف الإبل منذ نعومة أظفاره وخلال تلك الفترة كان خياله يتسع في الأفق يتأمل جمال الصحراء ويعتبر من قسوتها عندما تجدب أرضها لقد أحس شاعرنا بلحظات العطش في صحراء التيه حيث تتعانق الرمال مع السراب ورفيق المكان بعد الله الإبل وكاسر صمت الصحراء حنينها وحفيف الرياح هذه هي تداعيات الصحراء التي جعلت من الشاعر بن جدلان دقيقاً في انتقاء المفردة مبدعاً في التصوير والتشبيه وكأنه يرحل بك مع قافلة إبداعه إلى المكان الحقيقي الذي رسم فيه لوحته الشعرية والتي لونها بمفردات عميقة الجذور تؤكد أن خياله وشاعريته هي حالة فريدة ومن روائعه هذه القصيدة التي يستغيث فيها ويجسد عشقه للإبل ويفند بعد ما تكتسي الصحراء بنباتاتها نوعية الإبل التي تستاهل الضمه: يا الله بنو(ن) من الحمه إلى الحمه ترجع عسوس السحابه ما تعودها البل شعاها نفيضه واسرحت يمه واهل الجهازات والشاصات خموها تخطبت في غديره وشرعت جمه وداجت وطابت خواطرها وردوها على رغاد يجي في نبتها زمه تحبه البل وترتعها وحبوها يرعاه وضحى شعايفها كما العمه مدسمة شرب الضيفان لا جوها بعض القراشيط ما تستاهل الضمه ما غير عبو لها الوايت وعشوها قطعة جفار على البرسيم ملتمه وليا انتهت ربطة البرسيم هجوها يمسى ويصبح لبنها ما ضرب فمه مخيبة كد من وده ومن هوها