في نهار رمضان يتجنب "سالم" جميع الأشياء المفطرة، يتجنب مشاهدة القنوات الإباحية، وسماع الموسيقى الصاخبة، ومعاكسة الفتيات اللاتي اعتاد على أن يهاتفهن نهاراً وليلاً في بقية الأشهر الأخرى، يحاول أن يحسن "سالم" صيامه بتركه تلك الأخطاء، وسرعان ما يتناول إفطاره، يبدأ لديه موعد الحياة غير المسؤولة، فيشاهد ما يرغب، ويستمع لما يشاء، ويهاتف الفتيات، بل وربما حصل على موعد من إحداهن في مقهى المدينة.. يفعل ذلك بذريعة الإفطار، وما أن يهاتفه صديقه في نهار رمضان ليطلب منه رقم إحدى صديقاته، يتهكم ويقول "استغفر الله، نحن في نهار رمضان".. وحينما يفطر يرسل الرقم له وبنهاية الرسالة تعليق بسيط كتب فيه "لا تنس أن تخبرني بما يحصل معك، ولكن في غير نهار رمضان"!. يحدث ذلك لدى بعض الذين يعتقدون أن رمضان هو في فترة صيامه، وحينما يفطر يحق له أن يفعل ما يشاء، من دون أن يتنبه إلى أن حرمة الشهر في جميع أوقاته، فجميل أن يحاول المرء تصحيح أخطائه خلال صيامه، فيتجنب الذنوب التي اعتاد على اقترافها، فذلك قد يكون بداية التغيير، ولكن رمضان جميعه حرمة، في ليله ونهاره.. فلِم لا يكون هذا الشهر الفضيل فرصة حقيقية للوقوف مع النفس.. نبعثر جميع سلوكياتنا على طاولة العدالة الذاتية، ونفرز الصالح منها وندعمه، ونفرز السيئ منها ونتخلص منه. ليس هناك أكثر وجعاً على النفس الصائمة من تجرع الذنوب في شهر رمضان، حتى إن كانت هذه الذنوب تفعل في لياليه التي تنعم بروحانية عالية، حتى في الشوارع، وعلى مقربة من البيوت. وخزة: اجعل نهار صومك غزلاً لنسيج ثياب قلبك.. واجعل ليل إفطارك حصادا لذلك اللباس.. صح النوم.. أنت في رمضان!.