إن تغير الروتين الحياتي في فترات العطلة الصيفية وشهر رمضان المبارك وخلال موسم الأعياد يفرض على المصاب بالسكري ضرورة التعايش والتأقلم مع المزيد من التحديات الحياتية اليومية والتي تمثل العادات الغذائية السيئة أبرزها. فان كان تغيير مواعيد العلاج وكميته وفقاً للنمط الحياتي اليومي لكل شخص أمرا سهلا، فان مقاومة موائد المناسبات والحفلات وخصوصا المائدة الرمضانية وما تغص به من أطباق دسمة وحلويات شرقية وغربية يعد أمرا صعباً، والأصعب من ذلك كله هو فكرة البحث عن مطاعم صحية خصوصا في فترات العطلات وأوقات السفر، ومشقة إقناع أفراد العائلة بتناول ذلك الطعام الصحي كفيل بإلغاء الفكرة من الأساس. إن المشكلة لا تكمن في وجود الطعام الغير صحي والحل ليس بمقاومته وتجنبه على الدوام فالفرنسيون وهم الرواد في صناعة الحلويات يتمتعون على الرغم من ذلك بأجساد رشيقة تحسدهم عليها أجساد العالم، إن تناول الطعام ببطء بدلاً من التهامه وذلك بإشباع الحواس عبر النظر إليه والتمتع برائحته والتلذذ بتذوق مكوناته كفيل بإشعارك بالشبع كما يفعل الفرنسيون، فتذوق كل ما تشاء ولكن لا تلتهم كل ما تشاء فحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. إن المشهد السنوي بعد انتهاء مواسم العطل وشهر رمضان المبارك والأعياد ينتهي بنسب سكر تراكمية عالية اعتاد عليها العاملون في عيادات السكري من أطباء وأخصائيي تثقيف صحي وتغذية مما يتوجب ضرورة زيادة الوعي بين اسر الأفراد المصابين بالسكري، فهذا الفرد المصاب بالسكري جزء من ذلك المجتمع المصغر (العائلة)، والفرد على العموم حتى ذلك الواعي غير قادر على الصمود ضد الجماعة وان كان قادرا على عدم الذوبان فيها، من هنا استوجب ضرورة التوعية ليس فقط للإفراد بل لأسرهم كذلك، فالتعاون المشترك ما بين الفريق الطبي من جهة والمصاب وعائلته من جهة أخرى كفيل بإنجاح أي خطة علاجية والتي تشمل في شهر رمضان التالي: * ضبط العلاج وفقا لحاجة الفرد * الحرص على تناول الطعام الصحي قدر الإمكان وإيجاد البدائل المناسبة والمتوفرة * تقييم مدى فعالية الخطة العلاجية وذلك بعمل تحاليل السكر المنزلية والتي عادة ما تكون قبل الإفطار وبعد تناول الإفطار بساعتين وقبل السحور وبعد تناول السحور بساعتين وفي منتصف نهار رمضان إذ يجب أن تكون نسبة السكر بالدم مابين 70 إلى 150 ملغم مع ضرورة التنبيه الى وجوب قطع الصيام والإفطار فور الشعور بإعراض الانخفاض كالجوع والتعرق والرعشة وزغللة العينين. * التثقيف الصحي