تعد تجارة الأسلحة ثاني أكبر دخل بعد المخدرات في التجارة المحرمة دولياً ، فهما يندرجان تحت تهمة غسيل المال والتي تتم بطريقة غير مشروعة، ويبدو أنها أخذت أسلوباً أخر للترويج في بعض مناطق لمملكة عبر المواقع الإلكترونية عن طريق عرض صورة السلاح ومعلومات تفصيلية عنه، بالإضافة إلى رقم التواصل . ورصدت "الرياض " العديد من الاعلانات في المواقع الالكترونية ..فهذا بائع يضع إعلاناً نصه : " ساكتون للبيع الموقع الرياض، واللي على ماصورتها الشطرطون حق علبة الرصاص لأن من طبعي كل مافكيت علبه تقريبا لزقت شطرطونها ،عشان اعرف كم علبه رميت بالبندق ، أنا حدي فيها 700 ريال للجادين والساكتون زي ماتشوفون اخت الجديد " وآخر وضع هذاالإعلان: " عندي مسدس تشيكي المعروف " بوهيما " نيكل خشب كبير " نص " مثل ما هو بالصورة شريته جديد له معي فتره نظيف على الشرط. الرجاء لا يتصل إلا الجاد . وآخر وضع هذا الإعلان : " للبيع ساكتون هوائية الماركة : فايروخ الصنع : الماني المقاس : 80 الطلقة : صغيره 4.5mm الحالة العامة : ممتازة جدآ ونظيفة بكرتونها وأكياسها ( يبغى لها وزن وأنا ما أعرف أوزن ) ملاحظه: الساكتون مصرحة بإسمي من تاريخ شرائها عام 1416 وعملية نقل التصريح تكلف 100 ريال " تجارة الأسلحة والذخائر عبر النت « طب واختار» وهذا إعلان آخر : " زي ما أنتم شايفين بالصور الساكتون من نوع فايروخ القديم ماعاد فيه مثلها حاليآ وفيه فايروخ بس مو نفس الجودة والتواصل عن طريق الخاص او العام للجادين وآخر وضع معلومات دقيقة عن سلاحه المسدس : نوع السلاح / مسدس محاله 5 خانات البلد المصنع / البرازيل سنة التصنيع / حديث لون السلاح / نيكل و الخشب مميز بني غامق عيِار السلاح / 38 سبيشل الماركة و الموديل / تورس 38 slp حالة السلاح / ما ثار من شيء جديد بشحمه المُلحقات / وجراب للكتف لون بيج كمية الذخيرة / 25 طلقه ماقتوك الموقع / الرياض رجاءً لا يسوم احد اقل من 4500 ريال نهائي والتسليم يد بيد بالرياض فقط أو الغربية.. ولعلنا نتساءل عن غياب الرقيب الأمني المتمثل في الدوريات الأمنية الإلكترونية والمعمول به في العديد من دول الخليج كالإمارات على سبيل المثال، ولو أن حضوره قوياً كنظام ساهر في المرور مثلاً لما تجرأ أحد على عرض رصاصة واحدة للبيع . ولان الحصول على السلاح عبر هذه المواقع أمر ميسور فلا نستغرب حوادث إطلاق النار في قضايا الإرهاب وفي القضايا الاجتماعية كالخلافات الأسرية المنزلية أو مع الأقارب عند أرض وما شابهها أو حوادث الثأر وكذلك المشاكل الشبابية المنتشرة عند بوابات المدارس وفي أماكن التجمعات الاستعراضية أو في المناسبات وما يصحب ذلك من اطلاق نار لا يهدأ تروع الأطفال والنساء وتزعج العقلاء وهم السواد الأكبر من حضور الحفلات والأفراح ولا ننسى حوادث العبث بالسلاح المنزلي من قبل الأطفال والمراهقين وأيضاً حوادث المزاح بالسلاح غير المقصودة وكذلك الحوادث الإجرامية المتعمدة من سلب ونهب تحت تهديد السلاح وما ينجم عنها من حوادث قتل وإصابات . جانب من الاسلحة المعروضة في المواقع الالكترونية هذا يجعل المجتمع المحلي على صفيح ساخن ويتحول بعض أفراده إلى قنبلة موقوتة تهدد حياة مجتمعه وتجلب العار والبؤس والفرقة بين أفراده في ظل حضور الشيطان في معمعة المشكلة وفي ظل حيازة المسدس أو الكلاشنكوف بين اليدين. قد يعترض البعض على أهمية حيازة السلاح للدفاع عن الشرف أو العرض وكذلك حماية الممتلكات وهذه من حقوق الفرد الذي كفلها النظام الأمني المحلي بالسماح له بذلك وفق إجراءات أمنية محددة ولكن هذا الأمر قد لا نحتاجه بإذن الله فالكثير منا يسير بأسرته المسافات الطويلة من أدنى المملكة إلى أقصاها لا يخش إلا الله في ظل المجهودات الأمنية من قبل وزارة الداخلية . وقد أثبتت المضبوطات الأمنية في نقاط التفتيش المنتشرة في الطرق السريعة وكذلك في أعمال المداهمات أن السلاح والمخدرات عنصران لا يمكن أن ينفك أحدهما عن الآخر وهذا يدل على أن حامل السلاح بشكل دائم لا يحمله إلا لغرض فاسد نتيجة غياب العقل كله أو بعضه لأن معظم أفراد المجتمع يقضون حياتهم اليومية بعيداً عن السلاح . ولعل لسان حال أفراد مجتمعنا يوجهون رسالة مهمة لبائعي الذخائر والأسلحة هل حصولكم على المال أهم من حوادث القتل وإراقة الدماء وحدوث النزاعات والفرقات بين أفراد المجتمع المحلي وهل مخالفتكم لنظام الأمن في المملكة يجعلكم تعيشون حياتكم دون حضور ضميركم وحسكم الديني والوطني ؟