ربما يكون من السهل بالنسبة لك أن تتجاذب أطراف الحديث مع بعض أقاربك عن طريق أحد مواقع الدردشة على الانترنت أو معالجة بعض الصور الرقمية على الكمبيوتر أو تصفح بعض الجرائد الإليكترونية على الشبكة العنكبوتية، ولكن هذا الأمر لا يأتي بنفس السهولة بالنسبة لكبار السن وأرباب المعاشات. ومن هذا المنطلق تسعى صناعة تكنولوجيا المعلومات إلى أخذ احتياجات كبار السن في الاعتبار وابتكار برمجيات جديدة تتناسب مع قدراتهم. ولم يتعلم كثير من أرباب المعاشات كيفية التعامل مع جهاز الكمبيوتر ، ويتزايد شعورهم بالقلق من التعرف على التكنولوجيا الحديثة كلما يكبرون في السن. وطور علماء كمبيوتر في مدينة بريمن الألمانية برنامجا جديدا لمساعدة كبار السن على الشعور بارتياح أكبر أثناء التعامل مع الكمبيوتر. وتعتمد الفكرة على ابتكار "واجهة مستخدم" تحتوي على أيقونات كبيرة الحجم ومصفوفة بجانب بعضها البعض كما لو كانت في قائمة على نحو يسمح للمستخدم كبير السن بالوصول إلى الأيقونة التي يبحث عنها بكل سهولة ويسر. ويستطيع المستخدم عن طريق النقر على كل أيقونة من هذه الأيقونات تنفيذ مهمة بسيطة على الكمبيوتر حيث توجد على سبيل المثال أيقونة لكتابة البريد الإلكتروني وأخرى لاستعراض الصور وثالثة لفتح ملفات الموسيقى ورابعة لاجراء مكالمات الفيديو وغير ذلك من المهام. ويقول الاستاذ مايكل لاو من مركز المعلومات في جامعة بريمن إن هذه الطريقة تؤدي إلى "تقليل درجة التعقيد" مضيفا أن أي شعور بالقلق أو الخوف من التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة يتراجع تلقائيا" عند التعامل مع واجهة المستخدم المبسطة، وسرعان ما يحقق كبار السن نجاحا في التعامل مع الكمبيوتر. وأكد لاو "الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ثمانين عاما في الوقت الحالي ليس بالضرورة أن يكونوا جاهلين تماما بأسس التعامل مع الكمبيوتر، وبالتالي فمن الممكن تعديل واجهة المستخدم بحيث تتناسب مع احتياجات كل مستخدم". ويستطيع المستخدم أن يحدد ما إذا كان يريد أن استعمال واجهة المستخدم المبسطة أو تنشيط واجهة الاستخدام التقليدية الخاصة بنظام تشغيل ويندوز. وفي إطار تطوير هذا البرنامج ، عكف فريق العمل على إجراء خمسين اختبارا على أشخاص من كبار السن تبلغ أعمارهم في المتوسط 75 عاما للتعرف على نوعية البرامج التي تحتاجها هذه الفئة العمرية، كما كان يتم ملاحظتهم أثناء التعامل مع البرنامج ثم استطلاع آرائهم بعد ذلك. وتم تنزيل هذا البرنامج بالفعل في قاعة الكمبيوتر داخل اثنين من دور المسنين في مدينة بريمن مع إتاحة إمكانية تنزيل البرنامج على أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم حسب رغبتهم. ويأمل العلماء في توسيع نطاق استخدام هذا البرنامج ليصل إلى المزيد من دور رعاية المسنين في المستقبل.