قال مراسل لرويترز في الزاوية امس إن مقاتلي المعارضة يسيطرون على وسط بلدة الزاوية على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة الليبية. وقال المراسل إن بإمكانه رؤية نحو 50 مقاتلا من المعارضة قرب سوق الغلال الرئيسي وهم يكبرون. ورفرف علم المعارضة فوق متجر. وقال مقاتلون لرويترز إنه مازالت هناك قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي في البلدة منهم قناصة. وترددت أصداء النيران من حين لآخر لكن لم يكن هناك قتال مكثف. وهذا الموقع هو أقرب جبهة للمعارضة إلى طرابلس منذ بدء الانتفاضة ضد القذافي. وستتيح السيطرة على الزاوية للمعارضة السيطرة على الطريق الساحلي السريع وهو الرابط الرئيسي بين العاصمة والعالم الخارجي. الى ذلك حذرت صحيفة أمريكية امس من أن الثورة الليبية المندلعة في البلاد منذ ستة أشهر للإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي تكتنفها المخاطر التي تهدد بتقويضها بسبب السلوك غير المنضبط للمقاتلين والصراع بين الفصائل والقبائل الليبية المختلفة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "تزايد الخلاف والشقاق الفصائلي يقوض جهود الإطاحة بالقذافي، ويأتي على الفور بعد اعتراف القوى الغربية، وبينها الولاياتالمتحدةالأمريكية ، بحكومة الثوار، ما يمنحهم بشكل فعلي فرصة الحصول على مليارات الدولارات من الأصول الليبية المجمدة، وشراء أسلحة أكثر تقدما". وأشارت الصحيفة أن الخلاف يمكن أن يقوض ايضا دعم الثوار بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي(ناتو) والتي تواجه مهلة نهائية في أيلول-سبتمبر المقبل من أجل تجديد حملتها الجوية وسط تململ متزايد بشأن كلفة الحرب وتوجهها. صورة مزدوجة لثائر ليبي يزيل علم الحكومة الليبية ويرفع علم الثوار من على مئذنة في بلدة الزاوية (ا ف ب) وذكر التقرير أنه على الرغم من أن الثوار يسعون للحفاظ على صورة نظيفة وتصوير أنفسهم على أنهم يقاتلون لإقامة دولة "ديمقراطية علمانية" ، إلا أن الأعمال الانتقامية العديدة التي وقعت مؤخرا وضعت صفوفهم في دائرة ضوء أقل تفضيلا. وأضاف ان " الثوار أثاروا احتمالية أن أي نصر لهم على العقيد القذافي يمكن أن يتفكك إلى توترات قبلية ابتليت بها ليبيا لقرون". ودلل التقرير بعدد من الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة، حيث هاجم ثوار ليبيون في المناطق الجبلية غربي ليبيا وفي أطراف مدينة مصراته الساحلية المدنيين بسبب دعم قبائلهم للعقيد القذافي، ونهبوا قرى جبلية وأخلوا حيا مدنيا. ويضاف هذا إلى حادث اغتيال مقاتلين منشقين، للقائد الأعلى لقوات الثوار اللواء عبد الفتاح يونس، الذي يبدو أنه انتقام من دوره السابق كرئيس للقطاع الأمني لنظام القذافي. وأوضحت الصحيفة أن قبيلة يونس القوية تهدد بالانتقام لمقتله ممن تسببوا في ذلك، ما تسبب في حدوث أزمة للمجلس الوطني الانتقالي المؤقت المعارض في البلاد. وأضافت أن "القوى الغربية الداعمة أصبحت أكثر قلقا إزاء تنامي الخلاف بين أنصار مجموعة من الثوار الذين اندمجوا في جيش موحد نسبيا وآخرين الذين لا يزالون يمارسون دورهم بفاعلية كفرقة من المدنيين مكونة من مليشيا مقاتلة". ونوه التقرير إلى أن "عمليات الانتقام يمكن أن تصب في صالح تقوية سلطة القذافي، على المدى القصير، من خلال تعزيز شعور الخوف أن نصر الثوار يمكن أن يتسبب في عدد من الأعمال الانتقامية ضد الكثيريين الذين شاركوا في آلة العقيد السياسية وتمتعوا برعايته".