مع قناعتنا الكاملة واعجابنا الشديد بالطريقة الاحترافية المتقدمة التي ظل ينتهجها مجلس ادارة الامير عبدالرحمن بن مساعد ورفاقه في ادارة شؤون نادي الهلال منذ قدومه قبل ثلاثة اعوام، ومع تقديرنا الشديد للجهود الكبيرة التي بذلها والاموال التي انفقها في سبيل بناء فريق كرة يكون قادرا على تحقيق البطولات واشباع نهم جماهيره العريضة، الا ان القرارات الاخيرة التي اتخذت بشأن الاستغناء عن لاعبي الفريق الاجانب الاربعة والتعاقد مع آخرين ربما يشكل عليها ضغوطا هائلة ان لم يحقق الوافدون الجدد النجاح المطلوب في الموسم الاول. وربما تزداد الضغوط اذا استعاد المهاجم ياسر القحطاني توهجه مع نادي العين الامارتي الذي انتقل اليه قبل ايام خصوصا وان اعارة اللاعب لم ترض غالبية جماهير الهلال بحكم ان البعض منها كانوا يعتبرونه رمزا من رموز النادي. صحيح ان ادارة الامير عبدالرحمن بن مساعد وقعت مع لاعبين اجانب من العيار الثقيل بعقود طويلة فيهم اثنان يتميزان بصغر السن والموهبة مما يعني قابلية الاستفادة منهما مستقبلا فنيا وماديا، وصحيح ان نظرتها للتسجيلات هذه المرة انطلقت من رؤية فنية بحتة تجردت من العواطف والمجاملات التي مازالت تتحكم في اغلب قرارات ادارات الاندية، وهو امر يحسب لها وليس عليها، لكن هل سيجد هذا العمل الكبير رضا الجماهير، وهل سيتفهم الجميع اقدام الادارة على هذه الخطوات الجريئة، وكيف سيكون الحال ان لم يوفق الفريق في المحافظة على انجازات الموسم الماضي؟ لا نعتقد ان ما قامت به ادارة الامير عبدالرحمن بن مساعد من جهود وما انفقته من اموال سيذهب هدرا، ولا نظن ان لاعبا مثل الكاميروني ايمانا او في مستوى هرماش او العربي المغربيين يمكن ان يفشلوا في التجربة، كذلك لا نحسب ان مهاجما خطيرا مثل الكوري الجنوبي سيونغ، سيصبح في يوم من الايام محل استهجان جماهير الهلال، بل على العكس فاننا نرى ان هذه الكوكبة، ستدعم الهلال وستقوده الى تحقيق المزيد من الانجازات، ولتحقيق هذه الغاية لابد ان يتم دعم هؤلاء اللاعبين وينبغي ان توفر لهم البيئة الصالحة للابداع والمناخ الملائم للعب والا فاننا سنفقدهم باسرع مما نتوقع، لكن ما يبعث على الاطمئنان، ويبشر بالخير ويمنح الطمأنينة، هو ان نادي الهلال وكما عرف عنه من الاندية القلائل في المنطقة التي تعرف كيف تفجر طاقات لاعبيها وتستفيد من مواهبهم.