الفريق البصيلي فارقنا منذ أمس تغمده الله بواسع رحمته وترك الذكر الحسن والمثل الأعلى في الخلق الحسن والاحسان ويا ترى هل سنرى على ظهر هذا الأرض من بلادنا رجلاً في الأيام القادمة ينسينا وإن كنا لن ننساه ينسينا البصيلي وأعماله الخيرة التي انتشرت في أرجاء المعمورة بعد أن أخذ الوطن منه حقه مضاعفاً من أعمال البر والخير وحسب ما أعلم وإلى اليوم وعلى الرغم من كثرة الرجال الأثرياء الذين تعدت أعمارهم السعبين والثمانين وربما التسعين الذين كان من الواجب أن ينظروا إلى ما قدموا من أعمال الخير لمحتاجي أبناء هذا الوطن ولِمَ سينفعهم يوم العرض الأكبر (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). الفريق البصيلي رجل عظيم في عمله الرسمي مع الملوك السابقين فقد أدى واجبه على أكمل وجه ونال الثقة الكاملة منهم أكد ذلك حصوله على أوسمة وشهادات تقدير وتكريم أولها وسام الملك عبدالعزيز رحمه الله منحه إياه الملك فيصل رحمه الله تلاه وسام الملك فيصل من الملك خالد » الفريق عظيم في دماثة خلقه وتعامله مع الآخرين فرتبته العالية لم يكن في يوم ما حاجزاً بينه وبين الناس والاختلاط بهم في مجالسهم واجتماعاتهم» الفريق عظيم في أعماله الخيري التي تعدت حدود الوطن إلى أوطان في عدد من القارات (مساجد بيوت الله وصلت إى 400 مسجد دخل لمملكة وخارها + مراكز تأهيل شامل وحدات غيل كلى + وحدات علاج طبيعي وختمها بمستشفى ولادة في مدينته البكيرية وآخر عام في محافظة رجل ألمع)، الفريق عظيم في مكانته بين أبنائه إذ لم يقف واحد منهم في طريقه لفعل الخير حباً لما سيرثونه من بعده كما فعل البعض مع آبائهم ولسان حالهم يقول هو أحوج بماله منا بل إنهم يقدمون له المشورة من أجل تطوير مشاريعه فنعم الأبناء أنتم وأحسبكم كراماً بررة وحقيقة فالفريق لا يعتبر من التجار وأرباب الملايين ولكن مما بين يديه وحصيلة عمره والبركة فيه جعله يساهم في كثير من أعمال الخير اللهم تقبل منه أفعاله وضاعف له الأجر، الفريق عظيم في صمته فلا يتحدث عن مشاريعه ابتغاء عظيم الأجر وبعداً عن الرياء والسمعة ولذا لم يرض بكتابة اسمه على أي من مشاريعه إلا بعد أن ألح عليه بعض محبيه واستشار أولي العلم فاقنعوه بذلك لأمرين ليدعى له وبعد وفاته ليترحم عليه وليكون قدوة للآخرين في فعل الخير، الفريق عظيم في وفائه كما ظهر ذلك من وفائه مع زوجته التي سبقته إلى دار الكرامة بإذن الله إذ لم يبخل عليها باضفائه وتجيير بعض أعماله الخيرية لها نعم أنه عظيم في كثير من أموره وبلا جدال ولقد خلدت ذكره مشارع اليخر التي بذرها على الأرض ولقد رأيت الفريق لأول مرة ومرة واحدة عام 1372ه حينما كان ملازماً أول وكان ساكناً بحي (ابن خثيلة) قرب المربع ومقابل لقصر الحمراء رأيته عند أحد الأخوال (سليمان الغانم) فعرفني عليه قائلا هذا من خولك البصالا، وفعلاً كان لي جدة من البصالا ولقد توالت رؤيتي له بعد أن سكن بجوار مسجدنا جامع الريان في سنواته الأخيرة إلى أن توفاه الله عليه شآبيب الرحمة من الله ورضوانه نتبادل معه التحايا والأحاديث في هذا المسجد حينما كان ملازماً للجامعة فيه فهو مستمع ومتحدث دون أن يستأثر بالحديث بل هو متواضع جداً وحقيقة أن الفريق قبل أن يكون الفريق فهو إنسان بمعنى الكلمة تفوق على نفسه إذ أنه لم يقف عند حد رتبته العسكرية بل تجاوزها إلى ما فيه نفع لنفسه ومجتمعه والحديث عن هذا الرجل يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكني أختم مقالي هذا بالدعوة له بأن ينزله الله منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأجدها فرصة سانحة لألفت نظر الأخوة أرباب المال لا أقول أصحاب الملايين ولكن أعني أصحاب المليارات أقول أن هذا الرجل خير مثال لفاعلي الخير ولا أقول اتخذوه مثالاً ولكن اتخذوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مثالاً للانفاق في سبيل الله في سبيل الخير ولا أقول زكوا أموالكم ولكن أقول طهروا أموالكم مما يشوبها بانفاق ما يعادل زكواتكم فقط على المحتاجين والجمعيات الخيرية لما فيه نفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون وخلدوا أسماءكم على مشاريع وطنية نافعة تقيمونها من أموالكم وتيقنوا أن ما تنفقونه يخلفه الله وتأكدوا أن أيا منكم لن يأخذ معه ريالاً واحداً إلى قبره وفقاً لحديث (إذا مات أحدكم يتبعه إلى قبره ثلاثة أهله وماله وعمله فإذا دفن عاد أهله ليرثوه وماله ليقتسموه وبقي معه عمله أياً كان عمله فحاسبوا أنفسكم قبل الحساب بل ربما يكون آخر ثوب يلبسه أحدكم (الكفن) صدقة عليه من صاحب المغسلة أسأله الله للجميع التوفيق لما يحبه ربي ويرضاه.