يقول ميلان كونديرا في كتابه "فن الرواية" "إن العمل الفني لا يكون عظيماً إلا إذا تحقق له شرط الخلود وأصبح أسطورة يرددها الناس", ويظهر أن مسلسل "توق" في طريقه لتحقيق هذا الشرط بعد أسبوع فقط من بدء عرضه على روتانا خليجية؛ إذ بدأ يفرض عوالمه الخاصة على الجمهور العربي وأصبح هو بنفسه أسطورة تلوكها الألسن إعجاباً بخيال مؤلفها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذي لم ينفك ينثر إبداعه في الشعر والرسم.. وفي الرواية والدراما التلفزيونية. تدور ملحمة بدر بن عبدالمحسن الجديدة في عوالم فانتازية تحيط بها الخرافة والجن من كل جانب وتمتد في عرض الصحراء بين البدو والأوروبيين المستشرقين, ومع أن هناك أكثر من مسلسل عربي حاول طرق هذه العوالم من قبل؛ إلا أنها في "توق" ظهرت بواقعية شديدة بعيدة عن أي زخرفة مجانية لا تحتاجها القصة, فحياة البدو القاسية كما يختزنها الخيال الشعبي في الخليج ظهرت بحقيقتها الكاملة, فلا مكياج يُظلل وجوه الممثلات, ولا أجسام بدينة للممثلين, بل وجوه شاحبة وأجسام ضامرة تليق بقسوة الحياة في الصحراء. مسلسل "توق" ينحتُ أسطورته الخاصة في تاريخ الدراما العربية, بفضل الخيال الروائي المدهش لصانع هذه الأسطورة بدر بن عبدالمحسن, وبراعة المخرج شوقي الماجري في تحويل هذا العالم الروائي بأبعاده وتفاعلاته وتنقلاته بين الواقع والخرافة؛ إلى صورة شديدة الواقعية لحياة بدو الجزيرة العربية لم تتكرر من قبل سوى في رائعة ديفيد لين "لورانس العرب". من مسلسل «توق»