ينتظر أكثر من 1000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الأفلاج افتتاح مركز للتأهيل الشامل للحد من معاناتهم التي طال أمدها بعد أن أرهقهم وأولياء أمورهم السفر للتردد على مراكز التأهيل خارج الأفلاج تاركين أعمالهم ووظائفهم. ومع ازدياد معاناة أسر أصحاب الاحتياجات الخاصة أصبح أكثرهم يفكر جدياً في الهجرة والاستقرار في مدن أخرى بحثاً عن مركز يؤوي أبناءهم وبناتهم "المعوقين" بدلاً من عنائهم المستمر وتعرضهم لمخاطر الطرق لمتابعة حالات العلاج لأبنائهم خارج المحافظة . ويلخص المواطن "فالح بن مبارك الخطيب" معاناته ل"الرياض" قائلاً: أنا أب لطفلين يعانيان من التخلف العقلي بسبب نقص في النمو العقلي حيث أن ابنتي عمرها 13 سنة وعقلها عقل طفل عمره سنة ونصف السنة، وكذلك ابني عمره 10 سنوات وعقله عمره سنة فقط وأنا لا أجد العلاج لأبنائي في الأفلاج ولا توجد جهة تستقبلهم وقد حصلت على أمر لعلاجهم في مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية في مدينة الرياض، وقد أوضح لي الأطباء وجوب علاجهم داخل مراكز التأهيل الشاملة، حيث إنّ العلاج يكون بالتخاطب ولا يوجد لدينا في الأفلاج مركز للتأهيل الشامل فأنا أطالب المسؤولين بالالتفات للمعاقين في الأفلاج وافتتاح مركز للتأهيل الشامل لكثرتهم وحاجتهم الماسة له. بنيان العتر وأضاف: أنه عانى كثيراً من التردد بأبنائه على مدينة الرياض لعلاجهم حيث أن مراجعاتهم تتكرر مرتين في الأسبوع يومي الاثنين والأربعاء في مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، وقد وجدت مشقة من كثرة التنقل بهم لمدينة الرياض، حيث إني موظف حكومي مرتبط بعمل وكثرة السفر أرهقني مادياً، مطالباً بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة حيث لا يصلهم إلا الإعانة فقط والجهة المسؤولة عنهم في الأفلاج لا تملك أي صلاحية وهي مركز التنمية الاجتماعية فمطالبنا ترفع عن طريقهم للمسؤولين ولا نجد لها رد. وقال "علي بن فهد القحطاني": لدي أربعة معاقين ما بين صمم وتخلف عقلي وقصر في النظر وإعاقة سمعية وحركية لأحد الأطراف في الأرجل وأحدهم إعاقته أثر حريق، وقد قدمنا في طلب الإعانة فقط وباقي الأمور نحن من يقوم بها من شؤونه الصحية والحياتية وجميع ما يحتاجه وفق قدرتنا واستطاعتنا وقد تجاوز بنا العمر – والأعمار بيد الله – ونحتاج إلى تسهيل أمور المعاقين في استقدام الخادمة والسائق وغيرها مما يحتاجه المعاق وافتتاح مركز للتأهيل الشامل في الأفلاج هذا ما نطلبه من ولاة الأمر والمسؤولين ونحن لا نحصل على شيء من حقوق المعاقين في الأفلاج سواء الإعانة فقط ولم نطالب بغيرها لجهلنا بحقوقهم. حسن لديه نقص في النمو العقلي وتحدث المواطن "جمعان الفرشان" وهو أب ل (معتز) والذي يعاني من صعوبات في النطق قائلاً: ابني يحتاج لعلاج داخل مركز للتأهيل الشامل ونحن نجد تعب ومشقة لكثرة التردد على المراكز في الرياض خاصة وسط الأسبوع لارتباطنا بأعمالنا، وقد عمدنا إلى تسجيل الابن (معتز) خارج الأفلاج لوجود مراكز للتأهيل الشامل، أما الأفلاج فلا يوجد بها إلا الإعانة المالية ونحن لسنا بحاجة إلى الإعانة بقدر ما نحن بحاجة إلى توفير العلاج المناسب لأبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف أن يحصلوا على العلاج ويكونوا لبنة صالحة لهم دور في بناء المجتمع مستقبلاً. معتز لديه صعوبات في النطق وأفاد مدير التنمية الاجتماعية في محافظة الأفلاج "بنيان بن خميس العتر" أنّ عدد المعاقين في محافظة الأفلاج في تزايد واضح من خلال التقدم للمركز لطلب الإعانة السنوية أو الإيواء بمركز التأهيل الشامل ويتراوح أعدادهم ما بين 20 إلى 30 حالة جديدة شهرياً من خلال العرض على اللجنة المتخصصة في ذلك والتي تأتي لمركز التنمية الاجتماعية في الأفلاج شهرياً من مركز التأهيل الشامل بالخرج، وقد تجاوز عدد المعاقين المستفيدين من الإعانة السنوية التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لهذه الفئة العزيزة على قلوبنا أكثر من ألف معاق في المحافظة. وعن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الأفلاج أوضح أنّ معاناتهم تكمن في ترامي أطراف المحافظة وبعدها عن مركز التنمية حيث يوجد معاقون في القرى والهجر وليس لديهم علم بالخدمات التي تقدمها الدولة، مؤكداً على أنّ المركز جهة إشرافية على المعاقين لعدم وجود فرع يتبع للرعاية الاجتماعية في المحافظة سوى دار الملاحظة الاجتماعية بالأفلاج، والمعاقين في المحافظة بحاجة ماسة إلى مركز تأهيل شامل للذكور والإناث ليتولى رعايتهم من جميع النواحي الصحية والترفيهية والتعليمية وكذلك متابعة البرامج الغذائية والترويحية وغيرها.