اعتبر علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أن الخوف من انحدار سوريا إلى الفوضى إذا سقط نظامها غير مبرر، داعياً العالم الى إبلاغ نظام الرئيس بشار الأسد بأنه "فقد كل شرعية". وقال البيانوني، بمقال نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية امس "إن التاريخ الحديث لسوريا منذ عام 1920 وحتى مجيء نظام البعث في عام 1963 أظهر أن التماسك الإجتماعي والسياسي في سوريا الحديثة ممكن، بالرغم من الصراع الإيديولوجي الشرس خلال الحرب الباردة والتنافس بين الشيوعيين واليساريين من جهة، وبين جماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى". وأضاف أن جماعة الأخوان المسلمين، التنظيم المعارض المحظور في سوريا، "خاضت خلال تلك الفترة معاركها السياسية بطريقة ديمقراطية وتحالفت قيادتها مع جميع الطبقات، بما في ذلك فارس الخوري، ودعمته كرئيس للوزراء رغم كونه مسيحياً، لأنه كان رجلاً قديراً وقف فوق الإنقسامات الطائفية والدينية". وقال البيانوني "حان الوقت أمام العالم لكي يبلغ نظام الأسد أنه فقد كل شرعية لأن هذا ما يريده السوريون لا أكثر ولا أقل، ومن ثم الدعوة إلى عقد مؤتمر لجميع القوى الوطنية في سوريا لتمكين السوريين من تطوير بديل وطني جماعي، كما فعلوا بالمؤتمر السوري الأول عام 1920". وشدد على أن سوريا "لا تحتاج إلى توجيهات خارجية أو تدخل خارجي بعد رحيل النظام، لأنها حضارة قديمة". وأضاف البيانوني أن جميع أحزاب المعارضة السورية "تصر على استمرار الإنتفاضة بنهجها السلمي الوطني الشامل، وتُجمع على إقامة دولة مدنية جامعة على أساس تقاسم السلطة وإجراء انتخابات حرة ودستور مدني معاصر يضع جميع المواطنين رجالاً ونساءً على قدم المساواة، وهذا ما يريده السوريون وهم في طريقهم إلى تحقيقه".