طقوس مختلفة قديماً في جازان لاستقبال الشهر الكريم، حيث تحرص الأسرة على توفير مختلف الروائح الجميلة استعداداً لرمضان؛ كالبخور والجاوي والمستكى، إلى جانب ترميم المنازل ودهنها بالألوان الزاهية، والمسارعة إلى ترسيخ عادات الزيارات في أول ليلة من رمضان، حيث تتبادل الزيارات والتهاني بين الأسر، كما تستبدل أدوات الطبخ والجلسات الخاصة، وهناك عادات لا تأتي إلاّ في رمضان كشراء الأواني الفخارية كالجرار والجبان والشواطر، فيتم تبريد الماء بها ووضعها تحت الأشجار، خاصة وانه لا توجد كهرباء في ذلك الوقت، فتتحول قبل أذان المغرب إلى مياه باردة ويتناولها الصائمون مع قليل من الزبادي البلدي، والذي يسمي القطيبه، فيضاف عليها الثوم مع عيش اللحوح، وبعضاً من البقوليات وتكون القهوة حاضرة وسط الجبنة وهي واحدة من أشهر الأواني الفخارية التي يستخدمها أهالي منطقة جازان، خاصة في المناسبات كشهر رمضان. كما تستخدم تلك الفخاريات في صناعة القهوة، حيث تضفي نكهة خاصة عليها وتحتفظ بحرارتها مدة مناسبة، ويتم من خلالها صب القهوة في الفناجين الطينية لشربها. وباحتساء القهوة في الفناجين الطينية المصبوبة من الجبنة لا يستمتع أهالي جازان بالقهوة فحسب, بل يحافظون على إرث ثقافي توارثوه عن الآباء والأجداد الذين قادتهم ظروفهم المعيشية في حقبة زمنية سابقة إلى التعايش مع حياتهم بظروفها البيئية؛ فطوعوا موارد البيئة إلى أنماط حياتية كانت رمزاً للعمل والجهد المبذول في تلك الحقب الزمنية، وباتت اليوم رمزاً لخصوصية جازان وثقافتها. صناعات يدوية وتتميز منطقة جازان بالعديد من الصناعات اليدوية التقليدية التي طور من خلالها الأهالي موارد البيئة الطبيعية وفق احتياجاتهم المعيشية، ووفق نسق خاص في شهر رمضان، ومن أهم هذه الصناعات صناعة أواني الطهي والشرب، حيث تصنع الأواني من عجينة الطين بعد مزجه بالماء للحصول على عجينة الطين، ثم تعامل بطريقة خاصة، وتجفف ثم تحرق في مواقع خاصة شبيهة بالأفران، حيث يمنح ذلك الأواني الطينية الصلابة الملائمة لاستخدامها، ومن تلك الأواني الطينية "الجرة" وهي بيضاوية الشكل تستخدم لحفظ الماء وتبريده، و"المشهف" ويستخدم لتحميص البن والقشر و"المركب"، وهو وعاء مجوف يستخدم كموقد وتستخدم هذه الأواني كلها في رمضان كنوع من الاحتفاء بالشهر وعظمة الشهر الفضيل. وتختلف طقوس الاستقبال لشهر رمضان من محافظة لأخرى ففي المناطق الجبلية يقوم شخص بالنفخ في البوق وهو عبارة عن قرن احد الوعول، ويحدث صوتاً يسري بين الجبال ويتسامع الناس لصوت هذا البوق الذي يؤكد دخول الشهر الكريم حتى تعددت وسائل الاتصال فكان إطلاق الأعيرة النارية إشعار بدخول شهر الصيام، ويحرص الناس على التزود بمستلزمات الشهر كطحين الدخن الذي يضاف عليه اللبن وهو وجبة محببة وذبيحة يتم تجفيفها لتكون طعاماً للصائمين. وفي فرسان وهي إحدى الجزر التي يسكنها أهالى فرسان كان إعلان شهر رمضان يأتي بواسطة ساعي البريد ويدعى آنذاك "عمر سالم" وهو الرجل المخول بالبريد بأنه كان يأخذ الأخبار من جازان وينقلها لأهالي الجزيرة.