لا تكذبي.. إني رأيتكما معا ودعي الدموع فقد كرهت الأدمعا ما أهون الدمع الجسور إذا جرى من عين كاذبة فأنكر وأدعى ٭٭ إني رأيتكما إني سمعتكما عيناك في عينيه في شفتيه في كفيه في قدميه ويداك ضارعتان ترتعشان من لهف عليه تتحديان الشوق بالقبلات تلذعني بسوط من لهيب بالهمس باللمس بالآهات بالنظرات بالعبرات بالصمت الرهيب ٭٭ ويشب في قلبي حريق ويضيع من قدمي الطريق وتطل من رأسي الظنون تلومني وتشد أذني فلطالما باركت كذبك كله ولعنت ظني ٭٭ ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقي عليك ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفاً عليك أأقول هانت أأقول خانت أأقولها لو قلتها اشفي غليلي يا ويلتي لا لن أقول أنا.. فقولي ٭٭ لا تخجلي لا تفزعي مني فلست بثائر أنقذتني من زيف أحلامي وغدر مشاعري رأيت أنك كنت لي قيداً حرصت العمر ألا أكسره.. فكسرته ٭٭ كوني كما تبغين.. لكن لن تكوني فأنا صنعتك من هواي ومن جنوني ولقد برئت من الهوى ومن الجنون.... كامل الشناوي شاعر مصري مرهف الحس، له الكثير من القصائد والتي اشتهرت بحكم انها غنيت من قبل كبار المطربين مثل نجاة الصغيرة ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ أو غيرهم من كبار مطربي عصره. كان شخصاً فريداً في سلوكه الخاص تجاه الآخرين إضافة إلى أنه كان يعيش حياة صاخبة، فهو جليس الأمراء والباشوات وكبار القوم في مصر قبل قيام ثورة 1952م وأصبح قريباً من مراكز السلطة الجديدة في مصر بعد الثورة. كان كامل الشناوي أكثر وأشهر من يصنع المقالب الساخرة من الآخرين، وكذلك كان يروي النكات والقفشات الساخرة طوال الليل في مجالس السهر التي يرتادها هو ومجموعة من مثقفي مصر. هذا الكاتب المبدع المرح، الساخر، صاحب المقالب الكبيرة لاضحاك الزملاء والأصدقاء.. كان يعود آخر الليل وحيداً إلى شقته، حيث لا زوجة ولا أطفال ولا أصدقاء.. كان يضع كل همومه في الأكل، عاش صحفي مصري اسمه يوسف الشريف مع كامل الشناوي السنوات العشر الأخيرة من حياته في عوالمه المتلألئة واجوائه الزاخرة.. شاهده وهو في قمة شهرته وإبداعه وحركته.. وشهد بعد ذلك مرحلة صراعه من أجل البقاء.. والحضور وكل شيء يفر منه.. الصحة، المال، والحب.. وتابعه والموت يحوم ويرسم خطته باحكام. ثم ينفرد داخل خيمة «الاوكسجين» حتى يرحل وحيداً.. بعد أن كان ملء السمع والبصر وكتب عنه كتاباً جميلاً اطلق عليه «كامل الشناوي آخر ظرفاء العصر..!».