حب الشباب يعتبر من أكثر المشاكل التي تواجه المراهقين وتؤثر في نفسيتهم. ويمكن لطرق العلاج المتعددة والأدوية المتوفرة للتخلص من حب الشباب أن تكون أمراً محيراً ومربكاً للكثير ممن يعانون منه.فمن السهل الوقوع في الأخطاء أثناء عملية علاج حب الشباب أو حتى جعلها تزداد سوءاً على الرغم من النية الخالصة لعلاجها. وفيما يلي بعض النقاط حول أكثر الأخطاء المرتكبة أثناء معالجة حب الشباب، وفي معظم الحالات ينجح الطبيب في تخفيف المضاعفات والتغلب على ماينتج من أضرار. الخطأ الأول: عدم مواصلة العلاج لمدة كافية : تتم استجابة الجلد للعلاج طبيعياً بصورة تدريجية وبطيئة نوعاً ما. وعلى الرغم من سرعة ظهور حب الشباب إلا أن عملية الشفاء تستغرق وقتاً يمتد عادة من أسبوعين إلى ستة أسابيع. ينصح الأطباء المرضى عادة بتطبيق العلاج لمدة شهر وفي حال حدوث تحسن ملحوظ يمكن الاستمرار عليه. وفي بعض الحالات يمكن للبشرة أن تتهيج بشكل طفيف خلال الأسبوعين الأولين من العلاج. لا ينتج حب الشباب عن عدوى وإنما هو مرض جلدي التهابي ناتج عن تغييرات في المسامات الجلدية والغدد الدهنية المصاحبة لها ويمكن له أن يزداد سوءاً قبل أن يتحسن. الخطأ الثاني: تجربة عدة أنواع مختلفة من العلاجات في آن معاً : يعمد كثير من الناس عادة إلى وضع طبقة كثيفة من الدواء على حب الشباب عندما لا يظهر مفعوله في الأيام القليلة الأولى. وما يحدث في الواقع أن البعض يبدأ بتجربة أنواع مختلفة من المنتجات الدوائية وسرعان ما يتوقف عن استخدامها بعد يوم أو يومين لما لا يحدث من تحسن ملحوظ. وقد يضيفون منتجاً إلى الآخر أثناء الاستخدام. وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي المستحضرات الدوائية إلى تهيج البشرة . ينبغي وضع الدواء على كامل المنطقة من البشرة المعرضة لظهور حب الشباب الخطأ الثالث: المبالغة في صنفرة الجلد وتنظيفه : صنفرة الجلد للتخلص من حب الشباب تزيد في الواقع من سوء المشكلة حيث تسبب تهيج البشرة وتضعف حاجز الحماية في طبقة الجلد. وعوضاً عن ذلك يمكن تنظيف البشرة بلطف لتقليل التهابات البثور باستخدام غسول الوجه المتوازن pH-balanced cleanser غير المسبب للتهيج. ومن الضروري شطف الغسول بالماء جيداً لأن ترسبه على الجلد يعدّ عاملاً يؤدي إلى تهيج البشرة. إن حب الشباب لا ينتج عن قلة النظافة، حيث يميل الكثيرون إلى المبالغة في غسل حب الشباب مع بداية ظهور البثور والإفراط في صنفرتها. الخطأ الرابع: اختيار المنتجات الدوائية غير الملائمة لعلاج البشرة المعرضة لحب الشباب : يُنصح المرضى باختيار المنتجات الخاصة بالبشرة المعرضة لحب الشباب أو المنتجات noncomedogenic الخالية من المركبات المسببة لسد المسام . وتعرف بعض المكونات الداخلة في تركيب مستحضرات التجميل وكريمات الوقاية من الشمس وكريمات الترطيب بمفعولها في سدّ المسام. ومن ضمنها مايلي بالميتات الأيزوبروبيل isopropyl plamitate، isopropyl myristate، بوتيل ستيرات butyl stearate، الأيزوبروبيل أيزوسترات isopropyl isostearate، decyl oleate، isostearyl neopentanoate، isocetyl stearate، myristle myristate، زبدة الكاكاو cocoa butter، الأسيتيل اللانولين acetylated lanolin، الأصباغ الحمراء دي و سي D & C red dyes. وتؤدي المنتجات المحتوية على الزيوت إلى الترسب عميقاً في مسامات البشرة وسدّها كما تساعد على بروز وظهور المزيد من البثور. الخطأ الخامس: العبث بالبثور: إن العبث بالبثور بضغطها وتفريغها يعيق من عملية التئامها فيؤخر شفاءها ويزيد من تكوّن الندب. حيث تتسرب المادة الملتهبة الخارجة منها إلى الجلد مباشرة مما يؤدي إلى زيادة الانتفاخ والاحمرار. يسعى الناس عادة للعناية بحب الشباب فيمعنون في تفحصها عدة مرات في اليوم ويبدأون في التفكير في تغطيتها أو استخراج محتواها وهكذا يبدأ العبث بالضغط على البثور فتزداد سوءاً. الخطأ السادس: الانتظار لفترة طويلة قبل مراجعة طبيب الجلدية : من الضروري زيارة الطبيب حالما يبدأ الأثر السلبي لحب الشباب المتمثل في الإحباط النفسي أو الشعور بالألم أوتكوّن الندب خاصة إذا لم تجد نفعاً تلك المستحضرات الدوائية ومنتجات العناية بالبشرة المتوفرة دون الحاجة لوصفة طبية. فالطبيب يمتلك وسائل أكثر لعلاج حب الشباب وبإمكانه وصف الأدوية الملائمة لحب الشباب بما يتوافق مع نوع البشرة. كما أنه يقترح تقنيات حديثة أكثر فاعلية في علاج حب الشباب مثل العلاج الضوئي أو بالليزر أو التقشير الكيميائي. على كلٍّ ليس من الضروري أن تكون الوسائل الحديثة هي الأفضل دوماً في علاج حب الشباب فقد لا تستدعي الحالة في مريض ما تطبيقها على الإطلاق. الخطأ السابع: زيادة أو تقليل ماتم وصفه من جرعة لعلاج حب الشباب : على المرضى تناول الدواء بالجرعة التي تم وصفها من قبل الطبيب. فزيادتها لن يعجل من زوال حب الشباب بل يزيدها احمراراً وجفافاً. وعدم الالتزام بالجرعة المحددة سيؤخر من التحسن المحتمل. إن جزءاً من عملية علاج حب الشباب يكمن في التحلّي بالصبر والمثابرة حتى ظهور النتائج. غير أن الكثير من المرضى يهملون تناول الدواء لما ينتابهم من إحباط وفتور في الهمة بعد مرور الأسبوع الأول والثاني من العلاج حيث لم يظهر مفعوله بعد، وهنا لابدّ من تذكير المريض بأن تكون تطلعاته عقلانية فلا يتوقع ظهور النتائج بين ليلة وضحاها. كما أن تقليص الدواء بالاكتفاء بالعلاج الموضعي للبثور لن ينجح في التغلب على ظهور المزيد من البثور. وبذلك ينبغي وضع الدواء على كامل المنطقة من البشرة المعرضة لظهور حب الشباب بدلا من الاقتصار على وضعه على البثور فقط بحيث يتم حماية المنطقة حولها والمعرضة أساساً لظهور بثور جديدة. الخطأ الثامن: التوقف عن استخدام علاج حب الشباب مباشرة حال اختفائها : يفضل التوقف عن تناول أدوية حب الشباب بصورة تدريجية من خلال تقليص الجرعة الدوائية من مرة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال يمكن أخذ الدواء مرة واحدة في اليوم بدلاً من مرتين والاستمرار بذلك فترة من الزمن، ثم تقليل الجرعة أكثر بحيث تؤخذ مرة كل يومين ثم مرتين في الأسبوع وهكذا حتى التوقف نهائياً عن تناوله. وغالبا ما يستغرق حب الشباب أربعة إلى ستة أسابيع ليعود من جديد وهي الفترة الزمنية ذاتها اللازمة لعملية الشفاء والتحسن منه. وللحفاظ على البشرة من الشوائب العالقة بفعل الجو يحرص معظم الناس على استخدام نوع واحد على الأقل من منتجات العناية بالبشرة الخاصة بحب الشباب، ومن الممكن الاقتصار على استخدامه لمرات محدودة في الأسبوع كما في مستحضرات التنظيف التي يمكن شراؤها دون الحاجة لوصفة طبية.