يعتبر ورم الرحم الليفي أكثر الأورام النسائية شيوعاً ولا يُرى قبل البلوغ وتكثر مشاهدته في سن النشاط التناسلي حيث يوجد حوالي 20٪ من النساء عامة ويزداد في الخامسة والثلاثين من العمر، حيث تبلغ النسبة حوالي 40٪ ويضمر بعد سن اليأس إن كان موجوداً من قبل، وهو عبارة عن تكاثر ألياف عضلة الرحم الملساء ويكون تكاثراً حميداً حيث يكون على شكل كتلة واحدة أو كتل كثيرة قد تبلغ العشرات يختلف حجمها بين أصغر من فلقة الحمص وأكبر من البرتقالة الكبيرة وأحياناً يصل إلى حجم كبير جداً يصل 20سم من القطر. تتوضع هذه الكتل أو النويات في ثخن العضلة الرحمية وتدعى الخلالية، وقرب مصلية الرحم وتدعى المصلية، أو قرب بطانة الرحم وتدعى تحت المخاطية، والنوعان الأخيران يبرز الورم فيهما في جوف الرحم، وعلى سطحها الخارجي من جوف البطن، وجوف الحوض وقد يكونان مدنبين بأدناب مختلفة الطول والعرض وقد يجتمع في المريضة نفسها أكثر من نوع من هذه الأنواع. يحدث في الألياف العضلية الملمس المتضخمة المحاطة في الأصل ببعض الألياف الضامة تبدل تصلبي هياليني أدى قوامه الصلب إلى اطلاق الاصطلاع الشائع على هذه الآفة الورم الليفي والأصح أن يطلق عليه اسم الورم العضلي الأملس. بالإضافة لوجود الأورام الليفية في جسم الرحم فقد يوجد في عنق الرحم بنسبة 4٪ أو مضيق الرحم بنسبة 1٪. مازالت الآلية الامراضية للورم الليفي مجهولة، فالوراثة لم يثبت أن لها أثراً في حدوثها، وتتهم في أحداثها الاضطرابات الهرمونية ولا سيما فرط اوستروجين الدم ويدل على تدخله ظواهر سريرية وتبدلات هرمونية، فمن الظواهر السريرية حدوث الورم الليفي في سن النشاط التناسلي فقط فهو لا يرى قبل البلوغ ويضمر أو يزول نهائياً بعد سن اليأس إن كان موجوداً من قبل، وكذلك زيادة حجم الورم في أثناء الحمل، وحين تناول حبوب منع الحمل، ومن التبدلات الهرمونية ارتفاع مستوى الاوستراديول في مصل المصابة واحتواء خلايا النوى الليفية عدداً من مستقبلات البروجسترون أقل مما تحوي الخلايا المحيطة بها، ويبدو كذلك أن لهرمون النمو Growth hormone والهرمون مكون الحليب المشيمي Placental la chsgere شأنا في حدوث الأورام الليفية بفعلها المؤازر للاستروجين، كما يدل على علاقة الأورام الليفية بالهرمون ولو علاقة جزئية الأبحاث التي أظهرت زيادة الفعاليات الانقسامية في أثناء الطور الإفرازي وزيادة التمايز في خلايا الأورام العضلية المزروعة في وسط يضاف إليه الاستروجين والبروجسترون وبالرغم من ذلك كله فإنه لا توجد علاقة بين كمية الاوستراديول ووجود أورام الرحم العضلية، والتجارب التي هدفت لإحداث أورام عضلية باستعمال الهرمونات لم تنجح نجاحاً كاملاً، أما تراجع الورم بعد سن اليأس أو بعد اعطاء هرمونات مضادة لهرمونات الغونادوتروفين مثل الليبرون فقد لا يكون ظاهرة هرمونية بل يفسر انقباضاً وعائياً كما هو الحال في انكماش الورم العضلي بعد المعالجة الشعاعية ويمكن تلخيص الأمر بأن الهرمونات الستروئيدية الجنسية تؤثر في نمو الأورام العضلية ولكن لا يمكن الجزم بأنها مصدر ظهورها وما زال منشأ هذه الأورام مشكوكاً فيه . تظهر الأورام العضلية الرحمية كروية بيضاء اللون قوامها مطاطي قاس يبدو في مقطعها نسيج صدفي منظره نموذجي مؤلف من حزم الألياف العضلية الملمس المغزلية المفصول بعضها عن بعض بنسيج ضام مختلف الكمية وتوجد بؤر النزف أو التنخر بلونها الأحمر الغامق أو الأصفر وبقوامها الألين، وكثيراً ما نرى عقد شفافة أو متكلسة يختلف عددها وحجمها من حالة لأخرى. ويبدو التنكس الزجاجي عيانياً بشكل منطقة ناعمة متجانسة شافة، تكبر الأورام العضلية أحياناً حتى قد يبلغ قطرها 20سم أو أكثر وهي في الغالب متعددة ولكنها قد تكون مفردة.