اهتم المستشرقون والرحالة الأجانب ببلاد الجزيرة العربية والرافدين وفارس منذ عقود طويلة في مطلع العاشر الهجري والقرن السادس عشر الميلادي واخذ في الانطلاق والبروز من حيث الكتابات التاريخية والجغرافية وغيرهما من النواحي المختلفة بعد هذا القرن. ولذلك مثلت كتاباتهم الوصفية عنصراً مهماً وإضافيا لرفد الكتابات التاريخية المحلية عن هذه البلدان وان أتت في سياقات مختلفة ومضطربة بعض الشيء من خلال النظرة غير المنصفة للإسلام التي غذتها الكنيسة قبل العصر الاوروبي الحديث بشكل خاص. كانت الجهات الاستعمارية التي توافدت إلى البلدان العربية ومنها العراق والمتمثل بالاستعمار الانجليزي قد أتاح في احد جوانبه لأصحاب المسؤولية دراسة البلاد من جميع الاوجة الحضارية له. ولعل من ابرز من عني بجمع ذلك المستر ستيفن هيمسلي لونكريك الذي كان مفتشاً إداريا في الحكومة العراقية في الأربعينات الميلادية من القرن العشرين من خلال كتابة - الذي نتعرض لمصادره هنا - المعنون ب: أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث. ويعد هذا المؤلف من نسيج المؤلفين المتمكنين في تتبع المادة التاريخية وجمع المصادر الوثائقية المتعددة والملفات النادرة والدراسات السابقة. ولعلها توفرت له بطرق عدة نظير تسلمه مهام سياسية أوكلت له. وفي عصرنا الحاضر وبعد طباعة هذا الكتاب بقرابة نصف قرن لا تزال كثير من مراجعه ودراساته المتعلقة بالجزيرة العربية الواردة فيها لم تحقق أو تخرج كثيراً منها!! لذلك يتمنى الكثيرون من الباحثين أن نسارع عجلة الزمن بإنشاء مركز وطني متخصص يعنى بالترجمة هدفه الاساسي ومهمته الإستراتيجية منحصرة في ترجمة الكتب والوثائق المتعلقة بها ومن لغات مختلفة كاللغات البرتغالية والهولندية والاسبانية والفارسية والهندية والانجليزية والفرنسية وغيرها!!!