اصدرت مكتبة الاسكندرية (نسخة مرقمنة) من كتاب (وصف مصر) الذي قدم وصفا تفصيليا لكل جوانب الحياة خلال الحملة الفرنسية على مصر وذلك على اقراص مضغوطة. وذكر مدير المكتبة الدكتور اسماعيل سراج الدين في تصريح صحافي ان أهمية هذه المبادرة تأتي لكونها الأولى في العالم لرقمنة ذلك الكتاب الذي يعد من اعمق واقوى الكتب كما يعد واحدا من ثروات مصر ويمكن الباحثين من الاطلاع عليه كبديل عن النسخة الاصلية. كما ذكرت مديرة ادارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمكتبة الاسكندرية ومديرة المعهد الدولي للعلوم المعلوماتية الدكتورة نهى عدلي ان هذا المشروع الرقمي اولى اهتماما خاصا بهذا الكتاب العريق. واشارت إلى ان المجموعة الموثقة تضم 11 مجلداً من الصور واللوحات مملوكة لمكتبة الاسكندرية و9 مجلدات من النصوص من بينها مجلد خاص بالأطالس والخرائط اسهم بها المجمع العلمي المصري. يذكر ان كتاب وصف مصر جاء نتيجة تعاون اكثر من 150 عالما واكثر من 2000 متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والتقنيين الذي رافقوا القائد الفرنسي نابليون بونابرت في مصر خلال اعوام 1798/ 1801. وقام هؤلاء خلال سنوات تواجدهم برصد كل أمور الحياة في مصر انذاك وكل مايتعلق بالحضارة المصرية القديمة ليخرجوا إلى العالم 20 جزءا لكتاب وصف مصر ما بين شرح وصور ولوحات شديدة الدقة والتفاصيل. واعتبر هذا الكتاب فيما بعد اكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية كونها اكبر مخطوطة يدوية قام عليهما كتيبة من الدارسين والاكاديميين الذين رافقوا نابليون فيما نشر الكتاب بين عامي 1809/1829. وتشتمل هذه المجموعة على صور ولوحات للآثار المصرية والتاريخ الطبيعي المصري بالاضافة إلى توثيق كل مظاهر الحياه والكنوز التاريخية والفنية والدينية المصرية وتسجيل جميع جوانب الحياة النباتية والحيوانية والثروة المعدنية آنذاك. وجذب هذا الكتاب انتباه العالم إلى مصر القديمة وتاريخها والحضارتين الفرعونية والاسلامية اللتين ازدهرتا في مصر كما كان نقطة تحول في الدراسات الغربية لفهم مصر ومهد الطريق لتطور علم المصريات.