أكد الزعيم الليبي معمر القذافي انه مستعد للمقاومة حتى النهاية في حين اعتبرت واشنطن انه يخسر سيطرته على البلاد مع استعداد الثوار لشن هجمات جديدة. في موازاة ذلك، اشترط وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ابتعاد العقيد معمر القذافي عن الحياة السياسية اذا ما اراد البقاء في البلاد جاعلا من ذلك شرطا لوقف اطلاق النار ايضا. وسئل جوبيه خلال مقابلة مع تلفزيون (ال.سي.اي) ما اذا كانت الدول المشاركة في الازمة الليبية يمكنها ان تفكر في السماح للقذافي بالبقاء كحل للازمة فقال "أحد السيناريوهات المتصورة فعلا هو ان يبقى في ليبيا بشرط واحد أكرره.. ان يتنحى بشكل واضح عن الحياة السياسية الليبية". وأضاف "وقف اطلاق النار يعتمد على تعهد القذافي بوضوح وبشكل رسمي بالتخلي عن دوره العسكري والمدني." وكانت فرنسا أول دولة تعترف علنا بالمجلس وأول من شن غارات جوية ضد الآلة الحربية للقذافي مع بدء عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا في مارس. وقال جوبيه "نريد ان نحافظ على صلات وثيقة معهم ونرى كيف يمكن ان نساعدهم". وفيما يتعلق بمفاوضات محتملة مع القذافي قال جوبيه انه لا توجد محادثات جارية في الوقت الراهن في باريس مع اي من ممثليه وان ممثلا للامم المتحدة مكلف الان بتنسيق مثل هذه الاتصالات. واستطرد جوبيه "المسألة الان ليست ما اذا كان القذافي سيرحل بل متى وكيف. إلى ذلك، كشفت تقارير صحفية أمس أن بشير صالح مدير مكتب العقيد معمر القذافي عقد يوم السبت الماضي اجتماعا سريا في جزيرة جربة التونسية مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما. وأوضحت التقارير أن الوفد الأمريكي أكد لمبعوث القذافي أنه لا توجد أي مشكلة في مساعدته على إيجاد ملاذ آمن إذا وافق على التنحي والتنازل عن السلطة ، مشيرا إلى أن الوفد الأمريكي أبدى استعدادا واضحا للمضي قدما في البحث عن مكان أو بلد يقبل استضافة القذافي مع توفير الضمانات الأمنية له ، بما في ذلك عدم ملاحقته قانونيا أو دوليا. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه ، أن الوفد الأمريكي عرض لائحة من الدول الأفريقية التي لم توقع بعد على اتفاقية الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ، محذرا نظام القذافي من التسويف ومحاولة إضاعة المزيد من الوقت. وفيما كان الثوار بمساعدة الحلف الاطلسي يعززون مواقعهم في الغرب ويحاولون السيطرة تماما على مدينة البريقة النفطية في الشرق، اكد القذافي مجدداً انه لن يستسلم. وقال القذافي في خطاب بثته مكبرات الصوت على انصاره الذين تجمعوا في العزيزية على بعد 50 كلم من طرابلس "ملايين الليبيين معي. نحن في ارضنا وسنقاتل حتى اخر قطرة من دمنا دفاعا عن شرفنا ونفطنا وثرواتنا". واضاف "هذه الحرب فرضت علينا، وخيارنا الوحيد هو ان نقاتل، رجالا ونساء واطفالا، بسلاح او من دون سلاح لتحرير بنغازي ومصراتة" والجبال الواقعة جنوب غرب العاصمة، وكلها مناطق يسيطر عليها الثوار. وقال القذافي "سنزحف على هذه المدن التي استولى عليها الخونة ومرتزقة النيتو ونستعيدها. قنابل النيتو لا تخيفنا". من جانبه، اعلن البيت الابيض ان "كل المؤشرات" تدل ان الزعيم الليبي هو على وشك فقدان سيطرته على بلده وانه يواجه ازمة امداد نظامه بالمحروقات والسيولة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان "كل المؤشرات تدل على ان الوضع يتطور في غير صالح العقيد القذافي". واضاف انه "يسيطر على مساحة اقل من الاراضي والمعارضة تشن هجمات في عدة مناطق من البلاد". واوضح ان "تمويل القذافي بالمحروقات والسيولة قد توقف". وقال متحدث باسم المتمردين ان ما بين 150 و200 جندي من قوات القذافي لا يزالون في موقع البريقة النفطي. وقال الثوار ان كتائب القذافي لا تزال تقصف مواقع المتمردين حول الزليتن (غرب) بهدف منع هؤلاء من التقدم نحو وسط المدينة. وفي الجنوب الغربي، يستعد الثوار للمعركة المقبلة وفق ما اكد قائد عسكري في القوالش مضيفا "نامل ان تحصل المعركة قبل شهر رمضان" من دون ان يستبعد وقوعها خلال رمضان.