ما الدافع الذي جعل المهاجم سعيد العويران أن يقرر وبمجهود ذاتي ومن منتصف الملعب تسجيل أفضل ثالث هدف في تاريخ كأس العالم، لقد كانت الكرة بعيدة عن المرمى والتفكير المنطقي يفرض التمرير وعناصر الجملة التكتيكية غير موجودة ولا بوادر لأي حدث أو مفاجأة من منتخب مغمور ولاعب غير معروف .لقد كان تفكير سعيد مختلفا ومنسجما مع ما يملك من قوة انفجارية وثقة بالنفس وطموح غير محدود وهذا ما ينقص اغلب نجوم هذه الفترة وما يصحبها من مستويات هابطة وخالية من أي إبداع أو خيال يدل على نجاح العمل الاحترافي وعلى استثمارا لفرص والتسهيلات غير المسبوقة من حيث توفير المتطلبات وإبرام العقود والدعم الإعلامي والتشجيع المستمر، لقد حصر اغلب اللاعبين أنفسهم بمفهوم غير صحيح في مسالة التقييد التكتيكي والتعليمات الفنية واللعب بدون مرح واستمتاع ومغامرة تنم عن خيال واسع وتعبير خاص وإرادة صلبة بعيدة عن التردد والخوف غير المبرر أو مطلوب في لعبه الأصل فيها المتعة واستعراض المهارة مع مراعاة المصلحة العامة وتحقيق الأهداف واحترام المنافسين ،ولكي يتكرر هدف العويران وننتج جيلا جديدا من النجوم الواثقة والقادرة على اتخاذ القرار والابتكار داخل الملعب وأثناء المنافسة وصعوبة تحقيق الفوز يجب أن نعيد حساباتنا وطريقة تعاملنا وتدريبنا في الأندية والمنتخبات وهذا ما تتمنى الجماهير الرياضية أن يحدث في كافة المنافسات الداخلية والخارجية . *** تطلعات الوصول إلى كأس العام2014 وتحقيق نتائج متقدمة ومختلفة عن كل التجارب السابقة لا تأتي بضربة حظ أو بمجرد التمني وإنما من خلال عمل متواصل وتصحيح حقيقي وجاد لكل الأخطاء المتكررة والقصور الواضح على المستوى اللياقي والإعداد الذهني والتكامل المطلوب في شخصية لاعب المنتخب الأول وما يحيط به من أداء رجولي ونكران للذات وتحمل للمسؤولية داخل الملعب وخارجه، وبغض النظر عن خسارة الدورة الودية في الأردن وضعف الأعداد وإرهاق الموسم الطويل إلا أن هناك بعض النقاط الفنية والملاحظات الهامة التي يجب أن نتوقف عندها ونستفيد من حدوثها وتجاوزها وخصوصا فيما تبقى من وقت لبداية التصفيات ومباراة الذهاب أمام منتخب هونج كونج الهامة في طريق العودة الشاق والصعب في ظل ارتفاع درجة طموح دول شرق آسيا ودخول استراليا وتطور الباقين، لقد تأخرنا في حسم المباراة الأولى أمام المنتخب الأردني والسبب هو تباعد الخطوط وتعقيد اللعب وعدم تقنين أو توزيع المجهود وهذا اثر على دقة التمرير وإيجاد الحلول ولذلك استقبلنا هدفا وضاعفنا المجهود ولعبنا تحت ضغط حتى انتهت ضربات الترجيح وحققنا الفوز،وفي مباراة الكويت فقدنا اغلب الكرات المشتركة واستمررنا على تصعيب الأمور وأخطاء التمرير فسهل الوصول إلى مرمانا وخسرنا اللقاء بشكل غير مبرر أو مقبول.