أصبح مرض السكري من الأمراض شائعة الانتشار في مجتمعنا ويُعرف عنه أنه مرض معقد وعدم الاهتمام به يزيده خطورة ما يؤثر على جميع أعضاء الجسم ومن أهم الأعضاء الأكثر تأثراً بارتفاع السكر في الدم وعدم مراقبته هي الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة والتي يمكن أن تكون مصدر خطر كبير على الصحة. لذلك فإن أمراض القلب تزيد الإصابة بها في المرضى المصابين بالسكري بشكل ملحوظ يكونوا عرضة للسكتات القلبية. لذلك فإن هناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد احتماليات إصابة مريض السكري بأمراض القلب والسكتة القلبية. فقد قام الدكتور علي الحربي بدراسة عينة مصابين بالسكري 495 مريضاً 60٪ منهم رجال و40٪ نساء ودرس انتشار بعض عوامل الخطورة التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب عند مريض السكري حيث وجد أن أكثر من 78٪ من عينة البحث كانوا يعانون من زيادة الوزن وأن أكثر من 60٪ من عينة البحث من رجال ونساء كانوا مصابين بداء ارتفاع الكولسترول في الدم كما أن 51٪ من العينة كانوا مصابين بارتفاع الدهون الثلاثية. كما أن هناك نسبة من المرضى كانوا يعانون من ارتفاع الضغط حيث وصلت نسبتهم إلى 26٪ وللأسف الشديد أن هناك أكثر من 19,5٪ من الرجال المصابين بالسكري كانوا يدخنون. من هذه الدراسة الميدانية الجيدة يتضح أن هناك ارتفاع في معدل الإصابة بالداء السكري في مجتمعنا السعودي. كما تشير الأبحاث العلمية المختلفة ومن ضمنها هذا البحث الذي نناقشه والذي تم نشره في مجلة (طب الأسرة والمجتمع) في المجلد (11)/2004م والذي أوضح أن نسبة إصابة الرجال في المملكة تزيد على 12٪ وعند النساء تزيد على 13٪ والذي يزيد مشاكل مرض السكري هو عاملان أساسيان الأول أن المشكلة لا يتم اكتشافها إلا بعد فترة من الزمن ولذلك فإنه يجب على أي شخص زاد عمره على 35 سنة رجلاً كان أم امرأة أن يقوم بقياس معدل السكري في الدم فالاختبار لا يأخذ إلا دقائق بعد ذلك تتم معرفة معدل السكر. كما أن التأخر في اكتشاف السكري يساهم في تأثير عوامل الخطورة مثل الضغط والدهون الثلاثية والكولسترول والتدخين وهي العوامل التي لو استطاع الشخص المصاب بالسكري مراقبتها والحد من ارتفاعها سوف يكون لها دور كبير في الحد من مضاعفات السكري وتأثيره على الشرايين والأوعية الدموية التي تقوم بنقل الدم المحمل بالاوكسجين والعناصر الغذائية الأساسية إلى جميع أجزاء الجسم لذلك لا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. النساء أكثر مشكلة يلاحظ البحث الذي نناقش أهم نتائجه أن هناك ارتفاع نسبة انتشار عوامل الخطورة المتغيرة لمرضى القلب التاجي بين مرضى السكري وبنسبة أكثر عند النساء. وأوضح الباحث في نهاية الورقة العلمية أن هذه النتائج المتحصل عليها تلزم بإجراء فحص دوري وتدخل مبكر لهذه العوامل المختلفة (الكولسترول، الدهون الثلاثية، والضغط) ليتم تقليل نسبة حدوث مرض القلب التاجي بين مرضى السكري أو تأخيره على الأقل. ونحن هنا ومن هذا المنبر «عيادة الرياض» نوضح أهمية إجراء مثل هذه الدراسات التي تمس أفراد المجتمع وخصوصاً إذا علمنا أن متابعة مريض السكري سواء كان صغيراً أو كبيراً سوف تحد من مضاعفات هذا المرض ومشاكله وخصوصاً من أكثر مشاكل هذا المرض حدوث مشاكل للكلية مما يؤدي إلى إصابتها بصفق وقد يؤدي إلى فشلها لأن زيادة السكر في الدم عن الحد المطلوب سوف يساهم في إرهاق الكلية وعدم السماح لها بقوة الترشيح مما يؤدي إلى خلل في وحداتها وبالتالي يحصل فشل لها ولذلك فيجب مراقبة تركيز السكر في الدم وكذلك مراقبة الضغط والذي بدوره عندما لا يراقب فإنه يؤثر على نشاط الكلية وعملها. فالضغط له تأثير كبير على سلامة الأعضاء ومنها الكليتان. كما أن مراقبة ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم سوف يساهم في زيادة مرض تصلب الشرايين والذي له تأثير في الحد من انتقال الدم من القلب إلى الأنسجة المختلفة مما يؤدي إلى حدوث تمثيل أو عدم شعور بالاطراف وبالتالي يؤثر على سلامة الأطراف وقد يحدث مشكلة مثل جروح في القدم مما يعيق التئامه وبالتالي قد تكون الأطراف عرضة للإصابة بالغرغرينة لذلك فإنه من خلال متابعة مستوى الكولسترول والدهون الثلاثية والحد من ارتفاعها سوف يساهم في الحد من مشاكل ارتفاع السكر وتأثيره على سريان الدم وبالتالي الحد من تلف الجهاز العصبي حيث يقل وصول الدم له فيصاب الشخص بأمور كثيرة منها قلة نشاط الأعضاء والأنسجة مثل أعضاء الجهاز التناسلي فيصاب مريض السكر بعدم الرغبة الجنسية وضعف الجنس لديه. مما سبق وللحد من المضاعفات الناتجة من مرض السكري فإنه يجب مراقبة السكر في الدم وذلك باتباع برنامج غذائي دوائي رياضي نفسي يساهم في الحد من ارتفاع السكر في الدم كذلك يجب مراقبة عوامل الخطورة المختلفة وعدم إغفالها مثل ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية وكذلك ضغط الدم وينصح للابتعاد عن التدخين وممارسة الرياضة بشكل دوري ومتابعة الطبيب للحد من أي مشاكل لا قدر الله.