كشفت قائمة أدلة الثبوت وأقوال الشهود التي أعدتها هيئة التحقيق القضائية المنتدبة من وزير العدل في شأن وقائع الاعتداء على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير في فبراير/شباط الماضي فيما سمي ب "موقعة الجمل"، عن أن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وبوصفه أميناً عاماً للحزب الوطني "المنحل" هو العقل المدبر لفكرة المسيرات والتجمعات المنظمة المؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك التى قامت بالاعتداء على المتظاهرين. وقد تواصل الشريف هاتفياً مع أعضاء مجلسي الشعب والشورى من أعضاء الحزب الوطني والموالين له، وحرضهم على فض التظاهرات المناوئة لمبارك بالقوة والعنف بميدان التحرير وأن اُضطروا إلى قتل المتظاهرين وتصفيتهم. وتبين لهيئة التحقيق أن تلك الاتصالات انطوت على تكليفات واضحة ومباشرة من الشريف لقيادات وكوادر الحزب الوطني، بحشد التظاهرات المضادة للمتواجدين بالتحرير، والاعتداء عليهم، على أن يتم تنظيم الصفوف والتوجه إلى هناك من خلال ميداني مصطفى محمود وعبد المنعم رياض ومنطقة ماسبيرو. واكدت شهادة الشهود تورط ابراهيم كامل ومحمد أبوالعينين في التحريض ضد المتظاهرين وتمويل عملية الاعتداء عليهم في الميدان، بينما قادت عائشة عبد الهادي وحسين مجاور حشود المؤيدين للرئيس السابق من حاملي العصي وزجاجات المولوتوف. وثبت بمناقشة المقبوض عليهم انهم تم استئجارهم بمعرفة كل من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ورجل الأعمال محمد أبو العينين وعبد الناصر الجابري ورجب هلال حميدة وطلعت القواس وحسن تونسي وسعيد عبد الخالق وإيهاب العمده ومحمد عودة وأحمد شيحة وعلي رضوان أعضاء مجلس الشعب، وكذلك المحامي مرتضى منصور ونجله أحمد وابن شقيقته وحيد صلاح. وقالوا انهم حصلوا على مبالغ ما بين 50 إلى 500 جنيه لكل منهم ووجبات غداء وشرائط لعقار ترامادول المخدر، مع وعود بتوفير فرص عمل لهم ومبالغ مالية بقيمة 5 الاف جنيه حال نجاحهم في فض الاعتصام بميدان التحرير وطرد المتظاهرين.. وأكد الشاهد الخبير الفني بالإذاعة والتلفزيون الذي كلف من جانب هيئة التحقيق فحص مقاطع الفيديو المصورة، أن كافة اللقطات المصورة لمرتضى منصور وإبراهيم كامل ومحمد عودة وهم يحرضون ضد المتظاهرين بالتحرير، سليمة ولم تدخل عليها أي تعديلات أو تلاعب. فيما كشف الفحص عن أن الاسطوانات المدمجة التي قدمها مرتضى منصور بنفسه في التحقيقات وحملت لقطات ومقاطع مصورة جاء بها إنه لا يدعو إلى الذهاب إلى التحرير، وعدم الاعتداء أو المساس بالمعتصمين، إنما جاءت مفتعلة من جانبه وغير صحيحة. وأشار عدد من الشهود إلى أنهم شاهدوا ضابطي الشرطة المتهمين في القضية حسام حنفي (رئيس مباحث قسم السلام ثان) وهاني عبد الرؤوف (رئيس مباحث المرج) وهم يحشدون المسجلين خطر والبلطجية للتوجه إلى ميدان التحرير، وأصدرا تعليماتهم لهم بالاعتداء على المتظاهرين، وقد أصيب الضابطان المذكوران نفسيهما في تلك الاعتداءات. على صعيد آخر، أعلن مدير الانتربول المصري العميد مجدي الشافعي أن السلطات الأسبانية ألقت القبض على ماجدة ابنة رجل الأعمال حسين سالم الموجود رهن الاقامة الجبرية في اسبانيا وشقيقها خالد، وذلك بناء على طلب الانتربول المصري وصدور أمر من نيابة أمن الدولة بضبطهما وإحضارهما لاتهامهما في قضايا غسيل أموال بمبالغ طائلة. وأضاف العميد الشافعي أن مكتب التعاون الدولي بمكتب النائب العام يقوم حاليا بإعداد ملفات استردادهما لارسالها لوزارة الخارجية، والتي تقوم بدورها بارسالها الى إسبانيا لطلب تسليمهما الى السلطات المصرية.