جامعة الأميرة نورة.. طريق الملك عبدالله.. مركز الملك عبدالله المالي.. مشاريع جبارة وحديثة لمدينة الرياض.. من المؤكد أنها إضافة تنموية كبيرة، كما أنها ستضيف للعاصمة الرياض جمالاً معمارياً !! الحديث عن الرياض لا ينتهي ولن يتوقف، فهذه المدينة تسابق الزمن معمارياً وسكانياً واقتصادياً.. لتقف في مصاف المدن العالمية الكبرى .. لذلك فإن العمل والجهد الذي يبذل ويعمل لايزال في حاجة إلى الكثير من الآراء والاقتراحات والأفكار النابعة فعلاً من الميدان ومن الشارع لكي تضم إلى أفكار المكاتب لتحقيق ناتج عملي متكامل من كافة الجوانب قدر الإمكان إن شاء الله. فالتنمية والتطور لأي مدينة - كالرياض - لا بد أن يكون متكامل الجوانب والاختصاصات المعمارية والاجتماعية والبيئية والخدمية بكافة اختصاصاتها .. فالرياض أصبحت اليوم مدينة جذب للسكن وللإقامة وللعمل وللسياحة وللتجارة وللدراسة من كافة المناطق وهذه قد تكون ميزة طبيعية، ولكن في الوقت نفسه قد تكون مشكلة كبيرة لن تُدرك نتائجها إلا في المستقبل البعيد !! وهذه قضية أخرى تحتاج إلى دراسة عاجلة واهتمام لمعرفة وتقييم إيجابياتها وسلبياتها لإعداد الخطط اللازمة لمواجهتها مستقبلاً بأفضل ما يمكن إن شاء الله. وفي مدينة الرياض يلاحظ أن مهمة تخطيط الطرق وصيانتها وتنفيذها تتولاها " حاليا ثلاث جهات وهي " الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض - وزارة النقل - أمانة مدينة الرياض .. هذه الجهات أصبحت تقدم خدمات ومشاريع ملموسة من حيث التصميم والتنفيذ والإشراف والصيانة والزراعة والنظافة.. ولكن الملاحظ أن هناك بعض " التداخل " والازدواجية فيما بين مهام هذه الجهات قد تصل أحيانا الى التنافس (الخفي) أو التضارب في القرارات !! فنجد على سبيل المثال أن طريق التخصصي جزء منه تتولى صيانته أمانة مدينة الرياض والجزء الآخر تتولى مسؤوليته وزارة النقل.. وأذكر هنا قبل سنوات أنني اتصلت هاتفياً بسمو أمين مدينة الرياض خلال لقاء هاتفي أسبوعي مفتوح يوم الخميس حول مشكلة في احد مواقع طريق التخصصي وأوضح سموه أن هذا الجزء من الطريق من مسؤولية وزارة النقل وليست من مسؤولية أمانة مدينة الرياض.. حينها اتصلت بأحد المسؤولين الذي نفى ذلك وأشار إلى أن المنطقة هي من مسؤولية أمانة مدينة الرياض وليست مسؤولية وزارة النقل !! ثم عاودت الاتصال بسمو أمين مدينة الرياض وأوضحت لسموه ذلك وفعلاً تأكد سموه أنها من مسؤولية الأمانة وتم إصلاح الخلل فيما بعد.. بعد هذه السنوات توقعت أنه تم حل هذا التداخل أو هذا التباين فيما بين هذه الجهات، ولكن واضح أن المشكلة لازالت قائمة .. فقبل أيام اتصلت بأمانة مدينة الرياض حول تسرب مياه مزعج جدا في تقاطع الدائري الشمالي مع طريق التخصصي " مخرج 3 " وأفاد المسؤول أنها من مسؤولية شركة المياه .. واتصلت بشركة المياه وأفادوا أنها لا تدخل في مسؤوليتهم وإنها من مسؤولية وزارة النقل !! فاتصلت بسعادة المهندس عبدالله المقبل وكيل وزارة النقل وعرضت عليه المشكلة وأقر بها بالفعل وأنهم مدركون لها وأن المشكلة تسببت فيها إحدى الشركات العاملة في مشروع مركز الملك عبدالله المالي الذي تشرف عليه الهيئة لعليا لتطوير مدينة الرياض وأوضح سعادته انه تبين لديهم ان الشركة حصلت على اذن من أمانة مدينة الرياض بتفريغ مخلفات البناء السائلة الى مسار الطريق الدائري الشمالي لتتحول تلقائيا الى مجاري تصريف السيول وان الوزارة لازالت تحاول حل هذه المشكلة ؟!! .. طبعا من المؤكد ان فتحات مجرى تصريف السيول في هذا الطريق ستتضرر كثيراً من هذه المشكلة ولن ندرك هذا الضرر إلا عند نزول الأمطار.. إضافة الى ذلك فإن هذا مظهر مزعج جدا لمستخدمي هذا الطريق ومشوه لجماله وهذه الاخطاء المتعمدة تقضى عليه مع مرور الوقت !! هذا مثال بسيط مؤكد أنه يتكرر في مواقع أخرى في مدينة الرياض .. السؤال هنا لماذا لا تضم مسؤولية جميع المشاريع الاستراتيجية الكبيرة في مدينة الرياض خاصة الطرق من حيث التصميم والتنفيذ والإشراف والصيانة والزراعة والنظافة في جهة واحدة بحيث تتحمل هذه الجهة الخطأ وتتحمل القصور إن حصل لا قدر الله، وتكون هذه الجهة هي الجهة الوحيدة المسؤولة مسؤولية كاملة أمام ولاة الأمر حفظهم الله وأمام المجتمع وأمام الإعلام !! نتمنى ذلك حتى نقضي على الازدواجية وعلى التضارب، وسيحقق ذلك دافعا للجهة الوحيدة للعمل إن شاء الله وتلافي القصور لا قدر الله.