أعلن مراقبون أميركيون العثور على مقبرة جماعية في ولاية جنوب كردفان السودانية حيث دفن مئة شخص على الاقل قتلوا في معارك في يونيو، موضحين انهم يستندون الى شهادات وصور التقطت بالاقمار الصناعية. وقال اعضاء في منظمة "ساتلايت سنتينل بروجكت" (اس اس بي) برنامج الرصد الالكتروني الذي انشأه الممثل الاميركي جورج كلوني ويسمح للجمهور بمتابعة الوضع في السودان عبر الانترنت بفضل صور يلتقطها قمر صناعي، انه "بعد تحليل صور للبرنامج تم تحديد موقع كبير يحتوي على مقبرة جماعية". وتقع هذه المقابر الجماعية في منطقة كادوغلي عاصمة جنوب كردفان، الولاية النفطية الوحيدة في السودان. وروى البرنامج نقلا عن شهود ان جثثا نقلت من سوق كادوغلي وقرى قريبة من الغردود وتيلو والقيت في حفر على بعد اقل من كيلومتر من مدرسة تيلو. وقال البرنامج "ان شاهدا اعتبر ان مئة جثة او اكثر نقلت الى هذا المكان بعد ظهر الثامن من يونيو". واضاف "في الرابع من يوليو، كان يمكن رؤية ثلاث حفر بطول حوالى 26 مترا وعرض خمسة على بعد اقل من كيلومتر واحد من مدرسة تيلو". وبحسب هؤلاء الشهود، فقد عمد الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه في الخرطوم على تفتيش كل المنازل وعملوا على تصفية كل الانصار المحتملين للجنوبيين في الجيش الشعبي لتحرير السودان. ويتهم رجال دين وناشطون الخرطوم بانها قامت بعملية "تطهير عرقي" في جنوب كردفان استهدفت افرادا من قبيلة النوبة قاتلوا الى جانب الجنوبيين في الحرب الاهلية، وهو ما تنفيه الخرطوم. وتقع مواجهات منذ الخامس من يونيو بين جيش شمال السودان برئاسة عمر البشير وعناصر من الجيش الجنوبي المتمرد سابقا في جنوب كردفان التي كانت ساحة معارك خلال الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه (1983-2005). وبسبب المعارك، فر ما بين ثلاثين واربعين الف شخص من مدينة كادوغلي، بحسب الاممالمتحدة. ووعد الرئيس البشير الثلاثاء بان "تركز" حكومته على "تنمية" جنوب كردفان، في حين اشار مكتب التنسيق الانساني في الاممالمتحدة في الوقت نفسه الى عمليات قصف كثيفة واطلاق نيران في اماكن مختلفة من هذه الولاية.