اختتمت صباح أمس في جامعة كامبريدج بلندن فعاليات ملتقى الخليج للابحاث التي استمرت لمدة ثلاثة أيام بحضور أكثر من450 مشاركاً من بينهم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ووزراء ، ومسؤولون تنفيذيون كبار من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من كبار موظفي الأمانة العامة للمجلس، ومتخصصون، وباحثون، وأكاديميون من مختلف جامعات العالم والمراكز البحثية المرموقة. وفي احدى الندوات التي قدم لها الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس «مركز الخليج للأبحاث الذي يتخذ من دبي مقرا له »، وأدار الحوار الدكتور ياسر سليمان، وإلى جانب مداخلة الأمير تركي الفيصل قدم الأمين العام لدول مجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني مداخلة تحدث فيها عن مجلس التعاون، كما تحدث الدكتور بهجت قرني عن الثورات العربية والوضع في مصر. وقال الدكتور عبدالعزيز صقر رئيس مركز الخليج للابحاث ان هدف الملتقى هو تبادل الخبرات والأبحاث العلمية بخصوص منطقة الخليج عبر مشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية العالمية والخليجية من خلال ورش عمل تبحث توفير بيئة أكاديمية تعزز الدراسات والتبادل العلمي والأكاديمي في شتى المجالات ذات العلاقة، وذكر في هذا السياق ان الشراكة بين مركز الخليج للابحاث وجامعة كامبردج تأتي لتعزيز التعاون وتبادل المنفعة بين الطرفين. المملكة تنعم بالأمن وظروف الحياة الكريمة ولن تفرط بمكتسباتها من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية على أن أهم مبادئ السياسة الخارجية السعودية هي عدم التدخل في شؤون الآخرين، وتحدث عن التطورات التي تشهدها بعض البلدان العربية الآن، وقال إنه لم يتوصل بعد إلى التسمية النهائية لما يحصل في المنطقة العربية، لكنه أشار إلى أن بعض ما يحصل يعتبره «حمام دم» أكثر من أنه يعبر عن ربيع أو ازدهار. كما يمكن اعتباره بالفعل «تسونامي». وذكّر الأمير تركي الفيصل بالعواصف التي هبت بالمنطقة العربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكيف حافظت المملكة وسط كل ما حدث في الماضي على هدوئها وأمنها واستقرار شعبها. كما تحدث الأمير عن تاريخ الجزيرة العربية التي كانت، ولمئات السنوات، مسرحا لصراعات وحروب، والآن السعودية تنعم بالأمن والظروف الملائمة للحياة الكريمة، وعلى العكس أصبح الناس يأتون من كل مكان للاستقرار فيها لتوافر ظروف العيش الكريم، وبين أن الأمن والاستقرار الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية هو مكسب لا تفريط فيه. وتحدث ايضا عن مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ اقتصاديا ثم تطورت اهتماماته لتشمل مختلف المسائل التي تخص المجلس، معتبرا أن الوقت قد حان لتعاون أكبر في المجال العسكري. الامير تركي الفيصل يشارك في احدى الجلسات وتحدث الأمين العام لدول مجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني في مداخلة عن الدور الفعال الذي يلعبه مجلس التعاون الخليجي، وأنه تمكن عبر السنوات من مواجهة العديد من التحديات وانعكس هذا في بداية التسعينيات والموقف الفعال في التعاون مع الكويت وقت وبعد الاجتياح، وكذلك نجاح المجلس في التعاون مع البحرين لتجاوز أزمتها. كما تحدث عن دور المجلس في ضمان الأمن والاستقرار لسكانه مع توفير كل مستلزمات الحياة الكريمة. وأشاد بما حققه المجلس من تقدم اقتصادي بفضل العمل المشترك الذي تقوم به دوله في مواجهة التحديات. وبين الدكتور الزياني أن تحقيق الأمن والاستقرار من أهم الأولويات، وأن أعضاء المجلس يؤمنون بالتعاون المشترك لكن يرفضون أي تدخل من الخارج في شؤون دوله الداخلية. وبين كذلك أن المجلس إلى جانب عمله في الداخل قام بعدة مبادرات أهمها المساهمة في إعادة بناء غزة، والدعم الكبير الذي يقدمه لمصر، والمساعدات الإنسانية في ليبيا وأفريقيا. وركزت جلسات المؤتمر على واقع ومستقبل العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران في ظل الأوضاع الحالية والتوجهات المستقبلية، وعلاقات دول المجلس مع القوى الصاعدة والاقتصاديات الناشئة ومنها الصين والهند وغيرها ، إضافة إلى مناقشة الإصلاحات التي تشهدها دول المجلس وتأثيرها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك مناقشة قضايا الطاقة التقليدية والمتجددة، استعراض الانجازات التنموية وانعكاساتها على الحياة المعيشية لشعوب دول الخليج، وتأثير التغييرات المناخية والهجرة على دول المنطقة.