بدأت الإجازة الصيفية وبدأ الناس بالتردد على الأسواق والاستعداد لموسم الأفراح والأعراس، ونشاهد بشكل يومي الزحام على المشاغل النسائية أيضاً لحجز مواعيد مبكرة قبل ليلة الفرح وبمقابل مادي للأسف الشديد، وحجتهم أن الوقت إن اقترب سيتضاعف السعر وكأن المسألة بلا حسيب ولا رقيب، لن أخوض في الاستغلال المتكرر أيام المناسبات وحتى أيام العطل الاسبوعية من بعض تلك المشاغل ولكن حديثي سيتناول استخدام بعض أدوات التجميل والأجهزة ذات الجودة الرديئة ومن قبل بعض العاملات وللأسف غير السعوديات، وبيع الكثير من الخلطات العشبية الشعبية وبأسعار باهظة دون أي رادع، والصحف دوماً تتحفنا بوجود محلات لبيع الخلطات غير الصحية وذات ضرر كبير ومضاعفات، ولكن المشاغل أكثر استغلالاً لهذه الفرص واصطياد زبائنها من النساء الباحثات عن الجمال والنضارة، وأسلوب البيع يكون بخفية عن صاحبة أو مسؤولة المشغل كما تدعي اللاتي يبعنه داخل المشغل، وقس على ذلك الحكايات والمسرحيات التي وللأسف تنطلي على الكثير حتى من المتعلمات مع الأسف.. تذكرت وأنا أكتب هذا الموضوع، الشعراء عندما كانوا ينظمون قصائدهم بمحبوباتهم، ويتغزلون بهن بأجمل الأبيات وأعذب القصائد، ولم تكن هناك مشاغل للتزيين وتركيب كل ما تحتاجه النساء صناعياً، ولعل أكثر ما كان يتغزل به الشعراء وهن موقع الجاذبية العيون بكل مقاييس الجمال المعروفة منذ ذلك الزمن حتى يومنا الحاضر، حتى وإن اختلفت قليلاً، ولعل الرموش هي مصدر لفت الجمال بالعينين بكثافتها ونعومتها ويقول الشاعر محمد العبدالله القاضي: أدعج غنج حط العذارى مماليك وإلى سطا بسيوف الألحاظ فتاك وكما قال أحد الشعراء: نحن قوم تذيبنا الأعين النجل على أننا نذيب الحديدا وأصبحت النساء يتفنّن في اختيار لون العينين من خلال العدسات اللاصقة والمشاغل (تكمل اللازم)، وحول بعض المعلومات العلمية عن العيون والحديث عنها يقول زميلنا الدكتور عبدالعزيز السدحان استشاري طب الأمراض الجلدية وجراحة الجلد والعلاج بالليزر: عادة ما تكون رموش العين أكثر قتامة من شعر الجسم العادي كما أنها تحافظ على درجة لونها فلا تجد أن لونها اختلف إلى الأبيض مع تقدم السن وتكون رموش العين في الجفن العليا مرتبة على صفين أو ثلاثة في عدد ما بين 100 إلى 150 شعرة في كل عين في حين تكون الرموش السفلية أقل في العدد وأقصر في الطول، وهناك اهتمام كبير برموش العيون حيث يؤكد أن منظمة الأدوية العالمية في أمريكا قامت مؤخراً باعتماد محلول طبي لعلاج مشكلة نقص شعر رموش العين، وهناك دراسات مستمرة حول هذه المواضيع، لذا نتساءل هنا هل لا يزال سحر رموش العين كما هو في السابق، أم ان العلم الحديث والدراسات والمشاغل لم تجعل الرموش والعيون تظهر على حقيقتها وطبيعتها، وتركت الشعراء في حيرة كيف يصفونها؟! وهل هي حقيقة أم صناعية؟! وما يجب التأكيد عليه، هو أن تكون هناك حملات توعوية للناس من خلال وسائل الإعلام في مثل تلك المواسم، عن خطورة استخدام أي مساحيق أو أجهزة أو أي مركبات عشبية دون أن تكون مصرحة من قبل الجهات المختصة، وهذا الدور مع الأسف غير مُفعّل بالشكل المطلوب تجاه المجتمع، فصحتنا أهم من أن تُستغل من أجل الكسب المادي، ونحن يجب أن لا ننساق وراء الدعايات الكاذبة ونجعل أعيننا وأجسامنا حقل تجارب لبعض ضعاف النفوس الباحثين عن المادة فقط..