(كم هو عظيم الانتصار، وكم هي رائعة لحظات النجاح ؛ هي لحظة افتخار, هي لحظة حمد وإجلال لله عزّ وجلّ . لحظة إسداء جزيل شكر وعظيم امتنان لقائد مسيرة التغيير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، نبارك لك والدنا تخريج أبنائك وبناتك من أعرق الجامعات في الولاياتالمتحدةالأمريكية. نبارك للوطن جيلاً مثقفاً واعياً هدفه الارتقاء به ، نبارك للوطن خير سفراء مثلوه خير تمثيل. نبارك لكل والديْن سهرا واحتملا غربة أبنائهم ليروهم الآن وهم يتوجون بتاج المعرفة، ليعودوا للوطن بأجمل هدية. نبارك لكل سعودي يحمل داخله حبّ الوطن ويستشعر معنى الانتماء لمثل هذا الوطن) ! بهذه الكلمات الجميلة الصادقة النابعة من قلب مفعم بنشوة النجاح وروعة الإنجاز ، والاعتراف بالجميل لأهله ، استهل الطالب عبدالعزيز الحمدان تقديم حفل تخريج الدفعة الرابعة من برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في أمريكا. ككل مشروع ناجح فإنّ نتاجه وثماره التي أُحسن غرسُها أدت إلى مزيد من إقبال الطلاب والطالبات على الالتحاق بالبرنامج ؛ فقد أكد هذا الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى بقوله : إن السنبلة التي غرسها خادم الحرمين الشريفين في بداية البرنامج قد تزايدت وتضاعفت ثمارها، حيث قُطفت أولاها عام 2008م ، ونحن لا نزال نحصد هذا الغرس الذي ينمو ويتزايد وحقّ لهذا الطالب - المبدع الذي يقود مشروعاً يكشف عن قدرة أبنائنا على الإبداع والابتكار عندما تُهيأ لهم فرص ذلك - أن يفخر ، وحقّ لجميع الخريجين الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف طالب وطالبة من مختلف التخصصات العلمية أن يفخروا بإنجازهم ، وحقّ لمن مازالوا يتلقون التعليم هنالك أن يفخروا بما وصلوا إليه ، وبما حققه زملاؤهم من نجاح ، وبما سيحققونه من بعدهم ، كيف لا وهم قد وفرّ لهم خادم الحرمين كلّ الإمكانات التي تعينهم على إنجاز ما أرسلوا من أجله ، إذ قام على تسهيل مهمتهم صفوة من الرجال المخلصين الذين آلوا على أنفسهم تحقيق أقصى درجات النجاح لهذا البرنامج الرائد ، رجال صدقوا ما عاهدوا الملك على ما ائتمنهم عليه ، رجال حملوا الأمانة فتعهدوها بالرعاية ، رجال آمنوا بالعلم وبأهمية تلاقح الثقافات وبقدرة المال على تحقيق ما تصبو إليه بلادنا من رفعة ورقي ، وما يستحقه أبناؤنا من تعليم متطور في الجامعات العريقة ، لذا فحضور معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري ورعايته للاحتفال ، واهتمام معالي السفير السعودي عادل الجبير ، والملحق الثقافي د. محمد العيسى ورجال وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية السعودية في واشنطن ، لهو أكبر دليل على إيمان أولئك النخبة المصطفاة من رجال ونساء ببرنامج الملك عبدالله وحرصهم على تحقيق أكبر إنجاز لأولئك الطلبة ، بتذليل العقبات أمامهم ، وتمكينهم من تحقيق ما يستحقونه من فرص النجاح والتميز. بعد آيات عطرة من القرآن الكريم ، والنشيد الوطني السعودي الذي وقف له الجميع دون استثناء منشدين ، تهادى الخريجون والخريجات في مسيرتهم على أنغام وشدو راشد الماجد (حبيب الشعب عبدالله) مصاحباً بالتصفيق من الحاضرين ؛ أسراً وطلاباً وهم يتابعون أبناءهم وبناتهم وزملاءهم وزميلاتهم ، من حملة درجة الدكتوراه والزمالة الطبية والماجستير والبكالوريوس ، وهم يعتلون خشبة المسرح بأرواب التخرج السوداء وأوشحتهم البراقة التي تشير ألوانها إلى درجاتهم العلمية ،إنها اللحظات التي توجت بالنجاح وختمت رحلة الغربة التي عاشها أولئك الطلبة بعيدا عن أمهاتهم وآبائهم ودفء بيوتهم ، رحلة حفها التوجس والخوف من الجديد والغربة، والبعد عن العائلة والوطن ! تلك اللحظات التي عبر عنها طالب خريج تناوب مع طالبة خريجة إلقاء كلمة الخريجين بقوله : (فلندع الكلمات وما بها من معانٍ تعبر عما كنا عليه بالأمس ونحن نعانق آباءنا وأمهاتنا عناق السفر ، ومرارة الفراق قد عبرت عنها الأعين بدموعها ، كانت تلك لحظات هزت قلوب الرجال ... اليوم وبيد واحدة نفتح الباب لنبحر في ميادين العمل ، فهذه هي الحياة نترجل من مركب إلى مركب ومن مرسى إلى مرسى ، حتى نرسو جميعا إن شاء الله في جنة عرضها السموات والأرض ..) . وقفت الخريجة السعودية كما وصفها زميلها مقدم البرنامج عبدالعزيز الحمدان (شامخة بكل إباء تحمل بين يديها شهادة علم ومعرفة ، وبين جنبيها فؤاداً يخفق بحب الوطن ، وعقلا مفكرا يحمل خطط نجاح لمستقبل باهر ووطن أكثر ازدهاراً, فهاهي بينكم اليوم طبيبة , مهندسة, باحثة ، مخترعة . وأماً تواقة لإنجاب جيل سيغير مجرى تاريخنا لامحالة )أما زميلها الخريج فهاهو : (اليوم الخريج السعودي صارمثالاً يُحتذى به ، شاباً تواقاً للعلا ، متعطشاً للمعرفه ، مخلصاً لوطنه ، طموحاً لايقبل بغيرالتميز. يحمل بين جنبيه آمالا عظيمة ، متوجاً بأفضل الشهادات ، مقسماً بالولاء والإخلاص ، طبيباً كان أم مهندساً , أم باحثاً ، أم مخترعا)! كانت السعادة بهذا الإنجاز تغمر وجوه كلّ الحاضرين طلاباً وأسراً ومسؤولين ومدعوين ، وقد عبر معالي وزير التعليم العالي عن فرحته بتخريج هذه الدفعة بقوله :'' إنّ الفرحة بنجاحكم وتخرجكم تعمنا بسرور بالغ ، وتحتضننا بسعادة غامرة، وتحلق بآمالنا إلى غد أكثر إشراقاً وعطاءً ، وهي من أسعد اللحظات ؛لأنها تعم الجميع آباء وأبناء ومسؤولين''. مهدياً هذا النجاح لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقوله :'' اعترافاً بالفضل لأهله، فإنّ أحق من يُهدى إليه نتاج هذا النجاح وثماره ، هو من رسم خطى هذا البرنامج ، وأولاه دعمه السخي ورعايته الوافية ، وتابع مسيرته بكل رعاية واقتدار، قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله " . مؤكداً أنّ خطة الابتعاث تمثل جزءاً من استراتيجية شاملة بدأت ثمارها تنضج وتتضاعف ، وملامحها تظهر بما يعد بتحقيق الرخاء والتقدم والازدهار لبلادنا الحبيبة ، وأنّ الطلبة الخريجين إضافة تثري رصيد المملكة من القوى العاملة المساهمة في بناء نهضتها ورقيها بتخصصاتهم العلمية التي اختيرت لتكون ذات تأثير حيوي في مسيرة التنمية والنهضة. وحث الطلبة الخريجين على العمل والمثابرة بإخلاص باعتبارهم ثروة المستقبل الأكثر إشراقاً. وككل مشروع ناجح فإنّ نتاجه وثماره التي أُحسن غرسُها أدت إلى مزيد من إقبال الطلاب والطالبات على الالتحاق بالبرنامج ؛ فقد أكد هذا الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى بقوله : إن السنبلة التي غرسها خادم الحرمين الشريفين في بداية البرنامج قد تزايدت وتضاعفت ثمارها، حيث قُطفت أولاها عام 2008م ، ونحن لا نزال نحصد هذا الغرس الذي ينمو ويتزايد ، إذ بلغ عدد الخريجين هذا العام ثلاثة آلاف خريج وخريجة وهو يقارب نصف مجموع عدد الخريجين منذ بدء البرنامج الذي تجاوز ستة آلاف خريج وخريجة ، ما يؤكد على أهمية البرنامج ، وجدية وإصرار أبنائنا وبناتنا على الاستفادة منه والنجاح فيه . وقد حرصت الملحقية على تطوير يوم المهنة، المصاحب لحفل التخريج بدعوة الجامعات السعودية وعدد من الشركات والمؤسسات الكبرى في القطاعين العام والخاص ؛ لتقدم للطلبة فرصاً عملية ومهنية تتناسب مع ما حققوه في مسيرتهم الدراسية ، وما أنجزوه في مجال التخصصات المهنية والعلمية التي تحتاجها المملكة في سوق العمل . إن ما يقدم للطلاب الدارسين في أمريكا من رعاية وتوجيه من قبل السفارة والملحقية الثقافية غير معروف هنا ، ما يجعل سفر الطلاب والطالبات محفوفاً بالقلق والتوجس من قبل الآباء والأمهات ، لكن ما سمعناه من رعاية يحظى بها الطالب المبتعث منذ أن تطأ قدماه أرض المطار في واشنطن العاصمة كفيل بتبديد تلك المخاوف ، وكنت قلت للدكتور محمد العيسى لدن اجتماعه ومعالي وزير التعليم العالي ومعالي السفير عادل الجبير بالوفد الأكاديمي والإعلامي لمناقشة بعض الأمور التعليمية والأكاديمية في بلادنا وفي أمريكا على وجه الخصوص ، وما يتعرض له الطلاب من إجراءات في المطارات الأمريكية : ( إن ما تقومون به من جهد لا يكاد يُعرف عنه شيء في بلادنا ؛ فكثير من الأسر يعتريهم القلق على أبنائهم المبتعثين خوفاً عليهم مما قد يتعرضون له هنا ، ولا أخفيك أنني من هؤلاء الناس الذين انتابتهم تلك المشاعر من اللحظة التي قررت فيها ابنتي الالتحاق بالبرنامج ، على الرغم من مولدها في أمريكا وزياراتها المتكررة لها ، هذا الجهد ينبغي أن تسلط عليه الأضواء عبرالإعلان في وسائل الإعلام ، وطباعة كتيبات ، ونشر رابط الملحقية في كل الوسائل المتاحة ، ليكون الأهل على اطلاع تام بحجم ما يقدم لأبنائهم، ما يشعرهم بالاطمئنان بأن أبناءهم وبناتهم في أيد أمينة منذ أن يصلوا أمريكا). ولذا فقد تجلى هذا الحرص في تدشين موقع الملحقية على شبكة الإنترنت الذي يتعلم فيه الطالب كل ما ينبغي عليه فعله قبل مغادرة الوطن تحت عنوان معلومات ما قبل السفر ، حيث يرشد الطالب إلى مايجب عليه أخذه معه من وثائق وأوراق رسمية مصدقة وشهادات دراسية وشهادات تطعيم مع أهمية تطابق المعلومات في كل تلك الوثائق كالاسم وتاريخ الميلاد ، كما تضمن ما ينبغي على الطالب فعله عند الوصول للمطار كتعبئة نموذج التصريح الجمركي وسجل الوصول والمغادرة الذي يثبته موظف الجمرك على الجواز ويجب أن يبقى مثبتاً فيه مدة بقاء الطالب أو السائح في أمريكا ، ليسحبه موظف الجوازات الأمريكية عند السفر ليثبت أنه غادر أمريكا . وكثيرا ما يتعرض بعض الناس لإشكالات عند فقدانهم لتلك الورقة ( وقد اقترحتُ على الملحقية أن تقدم للطلاب قبل المغادرة صورة مترجمة لنموذجيْ التصريح الجمركي وسجل الوصول ، إذ تصعب تعبئته على المسافر الذي لا يجيد اللغة الإنجليزية سواء أكان طالبا أم سائحا ). إضافة إلى تزويد الطلاب عبر الموقع بالقوانين الأمريكية المتعلقة بأنظمة الهجرة وإجراءات الإقامة ، وشرح الأخطاء والمخالفات التي قد يقع فيها الطالب فتؤدي إلى سجنه أو ترحيله.