ارتدت «النماص» حُلة بيضاء من الضباب وارتوت جبالها بزخات من المطر لتنخفض درجات الحرارة فيها إلى ما دون العشرين في وقت الظهيرة، هذا الطقس البديع جعل صيفها شتاء، الأمر الذي من المتوقع أن يجذب معه السياح أثناء مرورهم بها. ويحرص أبناء «النماص» المنتشرين في مدن المملكة على التوافد إلى محافظتهم مع مطلع كل صيف من أجل التمتع بالجو العليل بين أهاليهم، إلى جانب أنه في هذا الوقت من كل عام تكثر مراسم الزواجات والاحتفالات بمناسبات متعددة كالتخرج من الجامعة أو المرحلة الثانوية. ومن أجل استقطاب المصيفين في محافظة «المناص» تقام الكثير من الأنشطة كمهرجان الصيف السنوي، حيث تمثل الأسواق الشعبية أبرز أنشطة «التبضع»، ويباع فيها السمن والعسل الفاخر من شجر «السدر» و»الطلح»، كما تكثر المنتجات المحلية من الفواكه والخضار و»البرشومي» و»التين» و»العنب» و»التفاح»، بالإضافة إلى منتجات الخضار ك»الخيار» و»الكوسة» و»الباذنجان» و»الطماطم». وتزخر محافظة «النماص» بالكثير من مواقع التنزه التي تجذب زوارها كونها طبيعية، ففي بدايتها يقع مركز «بني عمرو» الذي يشتهر بجبليه العملاقين «الظور» و»حرفة»، اللذان تحف بهما المنتزهات الخضراء بأشجار «العرعر» و»الطلح»، وفي مركز «بني عمرو» يوجد سد «وادي عياش» الذي لا ينقطع الزوار من جنباته، كما يوجد منتزهات «الأشعاف» على سفوح «تهامة» في «بني رافع» و»آل طلحة» و»آل عطيفة»، وفي مركز «السرح» يوجد متحف «آل عليان الأثري»، و»غابات عقبة العقيقة»، كما يوجد «منتزه شعف آل وليد» الذي يُعد أكبر منتزه طبيعي في المحافظة، كذلك يوجد في قلب النماص حديقتان تحت إشراف البلدية، بالإضافة إلى «منتزه عقبة سنان»، «وقصر المقر التراثي». وتُعد «بدوه» في «عاكسة» من أفضل منتزهات النماص حيث الأودية الجارية والسد المائي بين المرتفعات الشاهقة، وفي مدينة «تنومة» جنوب المحافظة توجد الشلالات الطبيعية المنحدرة من سفوح «جبل منعا» الشاهق الارتفاع بالإضافة إلى منتزهات «المحفار» و»الشرف». من جهته قال الأستاذ «علي العمري» -صاحب مجمع السلام السكني والتجاري في مركز بني عمرو-: إن نسبة الأشغال لديهم ارتفعت بشكل كبير منذ (10) أيام، مضيفاً أنه لا تتعدى أسعار الإيجار مبلغ (400) ريال للشقة الكبيرة والتي بها كل متطلبات الساكنين، متوقعاً أن يزيد الإقبال على مساكن المحافظة وفنادقها إلى (100%) الشهر المقبل، وذلك بالتزامن مع إجازة المعلمين والمعلمات، إلى جانب قرب شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن أجواء النماص ستجبر البعض على الصيام بها، لانخفاض درجة الحرارة فيها خلال الشهر المبارك.