أتعجب أشد العجب ممن يتوهم أن طموح الهلال هو بطولة آسيا ؟ مع أن الجميع يعرف أن هذه القارة هلالية زرقاء حتى النخاع حتى وإن كانت صفراء، وسبق أن اجتاحتها «الأمواج الزرقاء» من خلال ستة أعاصير هي بطولاته الست التي فرضت تتويجه بطلاً للقرن في آسيا ليتربع على عرشها مائة عام وهو اللقب الآسيوي والعربي الوحيد الذي استحق التهنئة من أعلى سلطة رياضية في العالم، لا نستغرب تركيز البعض على الهلال وأنه لم يحقق بطولة آسيا خلال السنوات الأخيرة على الرغم ان هناك أندية لا تستطيع ولا أن تحلم بأي بطولة ومع ذلك لا يلتفت لها أحد. توالي البطولات الهلالية من كل حدب وصوب وفي أزمنة قياسية مثل ما حصل في هذا العام من تحقيقه لبطولتي الدوري والكأس في غضون اسبوع تقريباً أوحتى للمتابع الرياضي أن الهلال ابتعد عن بطولة آسيا؟ وامتد هذا الشعور إلى بعض الجماهير الهلالية وهذا شيء طبيعي لأن مجتمعنا الرياضي بكل أطيافه يعلم أن الهلال قدوة في تحقيق البطولات حتى وإن أظهر البعض خلاف ذلك، لكن ينبغي أن يعلم الجميع أن آسيا ليست ملكاً للهلال وحده وأن هناك منافسين أقوياء خاصة في شرق القارة ومع ذلك يبقى الهلال هو المرشح الأول في كل عام. وهذا لا يمنع من الإشارة إلى سببين رئيسيين ساهما في ابتعاد الهلال عن بطولة آسيا في السنوات الأخيرة الأول هو الفجوة الفنية الكبيرة بين الهلال وبقية أندية الدوري السعودي إذ إن الهلال يعتاد الفوز عليها وينسى لاعبوه طعم الهزيمة ويصيبهم الفتور فلا يبذلون جهدهم كاملاً ثم يأتي فجأة فريق آسيوي يختلف مستواه عن أندية الدوري فيستغل غفوة الهلال ثم بعدما يستيقظ يكون قد فات الأوان. أما الثاني فيعود للتحكيم الآسيوي المرير والذي سلب الكثير من مباريات الهلال لعل آخرها مع ذوب آهن في إيران في النسخة الماضية ولن أتطرق لمواقف ظلم التحكيم الآسيوي للهلال حتى لا يطول بنا المقال ولعلم الجميع بذلك، ومع ذلك لم يلتفت الهلاليون لظلم التحكيم لأنه ليس بغريب عليهم.