تأثر الفنان الفرنسي (بول جوجان) 1848 - 1903م بالفن الياباني تأثراً واضحاً وصريحاً، كما تأثر بفنون الشرق القديمة كالفنين المصري والفارسي، وبفنون الشعوب البدائية في الجزر النائية التي قضى فيها آخر أيامه. .. تحولت حياته إلى انقلاب ثوري بمعنى روح التمرد على نطاق القيم والتقاليد والفنون.. وأسلوبه يقوم على بسط الألوان الصريحة في مساحات عريضة مسطحة، يفصل بين الأشكال بخطوط سميكة قوية موجزة، وقد أراد بهذا الأسلوب أن يجعل الفن معادلاً تشكيلياً لما سماه بالفكرة، وأطلق على مذهبه هذا اسم (الرمزية)، غير أن الفكرة والرمزية تعنيان شيئاً آخر غير معناهما المعروف المألوف، فالفكرة عند (جوجان) أقرب إلى الرؤيا التي تنبع من النفس وتختمر في العقل ويجسدها الخيال، والرمزية عنده تعني قدرة ذلك المعادل التشكيلي على الإيحاء بهذه الرؤيا. ... خرج (جوجان) على ميدان محاكاة الطبيعة، كما خرج على ميدان مبدأ التجسيم، لا يقلد الواقع في لوحاته إنما يحرّف خطوط هذا الواقع.. يغير ألوانه عمداً ليجعل منها صورة توحي بافكرة لا صورة وصفية.. ما نشاهد في لوحته (بونجور موسيه غوغان 1889) زيت على قماش 113*92سم والموجودة بغاليري الوطنية في براغ، الألوان العريضة المتوهجة القوية إيجاؤها بنوع من الوحشية وأحياناً بعنصر درامي على أنه عالم (جوجان) الحافل بالأسرار الغريبة.