وصلت قافلة المساعدات الأوروبية «أميال من الابتسامات 3» إلى قطاع غزة أول من أمس عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر. وحيا المتضامنون على متن القافلة الشعب الفلسطيني بعد أن وطأت أقدامهم أرض قطاع غزة. وأكد وزير الشئون الاجتماعية في حكومة غزة أحمد الكرد خلال مؤتمر صحفي مع المشاركين في القافلة أن الحصار المفروض على غزة مُنذ خمس سنوات مازال مستمرًا لهذه الأيام رغم المناشدات من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات الدولية برفعه. وقال الكرد «إن وصول القافلة إلى القطاع هو أكبر دليل على أن الحصار الذي يتنافى مع جميع القوانين والمبادئ والقيم الإنسانية مازال مفروضًا على أهل غزة». وأضاف ان القافلة قطعت آلاف الأميال لتصل لغزة وترسم البسمة على شفاه أطفالها المحرومين من الابتسامة نتيجة استمرار الحصار، لافتًا أن رسالة القافلة ليست مادية بالمساعدات التي تحملها وإنما رسالة إنسانية. من جهة أخرى، أوضح «أن التسهيلات التي أعلنت عنها الحكومة المصرية لا تعني لهم أي شيء ولم تنه معاناة آلاف المرضى والأطفال والنساء المنتظرين لساعات طويلة السماح لهم بالدخول إلى مصر للعلاج وزيارة أقاربهم». وقال إن الجانب المصري يسمح بسفر الفلسطينيين عبر معبر رفح «بالقطارة». من جانبه، أكد عصام يوسف منسق قافلة ابتسامات (3) أن الحصار على أهالي قطاع غزة سيفشل وسينتهي أمام وصول العديد من القوافل، كاشفًا النقاب عن وصول «قافلة من الابتسامات 4» نهاية شهر رمضان المبارك لنصرة المظلومين في غزة. وقال يوسف إن الاحتلال الإسرائيلي «سيحاسب عن جرائمه ضد أهل فلسطين»، مضيفا «ان العالم كله مع أهل غزة ولن ينساها، ولديه يقين أن الشعب الفلسطيني على حق والاحتلال هو الباطل». وأشاد بالمعاملة المصرية الحسنة للمشاركين في القافلة من خلال الاستقبال الطيب من قبل محافظ شمال سيناء خلافًا للمرات السابقة، لافتًا أن هذا تغير تاريخي وجذري وسيصب في صالح القضية الفلسطينية. بدوره، قال وزير التنمية البريطاني الأسبق شاهد ملك وهو أحد القادمين على متن القافلة إننا ندعم مطالب الشعب الفلسطيني في غزة ونقف معهم ضد «الظلم والاضطهاد» الإسرائيلي. ورحب ملك بالوحدة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، موضحًا أن النصر والتحرير لا يحدث إلا من خلال وحدة الشعب. من ناحيته، أكد صلاح البردويل القيادي في حماس أن استمرار وصول القوافل هو عملية تراكمية تساهم إلى حد كبير جدًا في ثقب الجدار المفروض على قطاع غزة، ويسجد حقيقة أن صمود الشعب في غزة هو مدخل للتعاطف والتضامن الإنساني مع القطاع. وأشار إلى أن استمرار تدفق القوافل يعطي دفعة معنوية كبيرة، ولمسة وفاء للشعب الذي قدم كثيرًا من أجل الإفلات من الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية على المنطقة. وأوضح أن القيادة المصرية ستتغلب على كل الضغوط المفروضة عليها بشأن إعادة فتح معبر رفح بشكل دائم، مطالبًا مصر بالوفاء بالتزامها بشأن فتح المعبر. بينما أكد إسماعيل رضوان القيادي بحركة حماس أن القافلة ستسهم في رفع معنويات الشعب الفلسطيني وستخفف المعاناة وستكسر الحصار وتفضح جرائم الاحتلال التي تمارس ضد شعبنا. وحيا رضوان القائمين على قافلة أميال وكل القوافل التي تأتي إلى قطاع غزة، داعيًا إلى استمرار تدفق تلك القوافل حتى يكسر الحصار بشكل كامل عن غزة. بدوره، قال عضو اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين في فرنسا خالد القرمشلي «لدينا رسالتان من الخارج إلى أهل فلسطين نقول لهم إننا معكم ونحمل في قلوبنا كل ما يمكن أن يدعم صمود الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والحصار، ولنا رسالة إنسانية نحمل من خلالها المساعدات لنقول إننا في أرض الإسراء والمعراج وعلى الأرض المباركة».